معرض طبي ومحاضرات علمية في أول مؤتمر لطب الأسنان في إدلب
عانى القطاع الطبي في مناطق سيطرة المعارضة صعوبات في العمل، إلا أن الجهات والمؤسسات والمنظمات الطبية استطاعت الحفاظ عليه من الانهيار.
وعملت جامعتا “إدلب” و”حلب الحرة” على استمرار التعليم في الكليات الطبية، كما أسهمت المنظمات ومديريات الصحة في إنشاء روابط مع المنظمات والجهات الدولية لتطوير القطاع.
مؤخرًا، اشتركت “نقابة أطباء أسنان الشمال المحرر” مع جامعة “إدلب” وكلية طب الأسنان في الجامعة، لعقد أول مؤتمر علمي لطب الأسنان في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، على مدى ثلاثة أيام.
وبدأ المؤتمر الثلاثاء الماضي ضمن بناء كلية طب الأسنان تحت عنوان “طب الأسنان واقع وتحديات”، وانتهى أمس، الخميس 3 من حزيران.
بحسب بيانات نشرتها “نقابة أطباء أسنان الشمال المحرر” عبر حسابها في “فيس بوك”، تتوزع مكاتبها في مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا (إدلب وريف حلب).
وتفرض النقابة رسوم انتساب لها بمقدار 200 ليرة تركية، وكانت باشرت أعمالها منتصف تشرين الثاني 2020، وحتى كانون الثاني الماضي، انتسب إليها أكثر من 80% من أطباء أسنان مناطق سيطرة المعارضة.
وهي المسؤولة عن إصدار تراخيص لمزاولة المهنة، وتقييم معوقات ومشكلات العمل للإسهام في حلها.
أهداف المؤتمر
يهدف المؤتمر إلى الجمع الطلابي، وإعادة تفعيل التطوير العلمي عبر المؤتمرات، وتقديم عروض مبيع للطلاب من خلال المعرض المرافق، وتوجيه العاملين في المستودعات الخارجية لكلية طب الأسنان، ليجري التواصل المباشر مع الطلاب والأطباء، حسب حديث نقيب أطباء الأسنان، الطبيب حسام إسماعيل، لعنب بلدي.
وقال عميد كلية طب الأسنان في جامعة “إدلب”، ورئيس المؤتمر، الطبيب أحمد قوجا، في حديث إلى عنب بلدي، إن الغرض من عقد المؤتمر “الوصول إلى تنسيق أكبر يخدم الطالب والخريج والطبيب الممارس”.
إذ قُدمت خلال المؤتمر محاضرات طبية علمية، إضافة إلى مشاركة معرض للتجهيزات والأدوات الطبية السنية.
وكانت التحضيرات الأولية تتضمن إجراء دورات تدريبية على هامش المؤتمر، لكن الظروف والمتطلبات والتحديات للمؤتمر كانت كبيرة، ولم يتضمن المؤتمر دروسًا أو خطوات عملية.
وأضاف قوجا أن البرنامج تضمن في يومه الأول افتتاح المؤتمر وخمس محاضرات علمية، وفي اليوم الثاني ركز على المحاضرات، أما اليوم الثالث، فشهد حفل ختام أعمال المؤتمر وتوزيع شهادات على المحاضرين المشاركين.
ودُعي الأطباء وكوادر إدارية من مختلف مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا.
إذ فُرضت رسوم “رمزية” على الأطباء المشاركين، الذين بلغ عدد المسجلين منهم قبيل انطلاق اليوم الأول 235 طبيبًا، حسب الطبيب حسام إسماعيل.
وأضاف إسماعيل أن من بين المدعوين عمداء كليات وأعضاء مجالس نقابية، وضيوفًا من ريف حلب، كعميد كلية طب الأسنان في جامعة “حلب الحرة”، ورئيس فرع مجلس حلب النقابي، وثمانية عارضين للمعدات الطبية خُصص لكل منهم “منصة عرض”.
محاضرات تخصصية
ألقى 13 محاضرًا دروسًا علمية تخصصية في طب الأسنان، خلال أيام المؤتمر.
وأوضح إسماعيل أن المحاضرات في المؤتمرات تميزت عن المحاضرات الجامعية، لأن الأولى تعطي للطبيب حرية الحركة والتركيز على نقطة محددة وعلى الأبحاث والدراسات الجديدة، أما في الفصل الدراسي، فهو مقيد بمنهاج علمي.
وناقشت المحاضرات واقع طب الأسنان حاليًا، والواقع العلمي لأطباء الأسنان، وتساؤلات وُجهت إلى النقابة واللجان العلمية.
إذ طُرح نقاش مفتوح مع أصحاب القرار الطبي، ممثلين برئيس الجامعة كمانح شهادة ممثلة، أحمد أبو حجر، ووزارة الصحة المسؤولة عن منح التراخيص، وهي القوة التنفيذية على الأرض، إضافة إلى النقابة، وهي المنسق والجهة المدنية التي تمثل أطباء الأسنان، لتوضيح عمل كل جهة.
الطبيب محمد غصن، أحد المشاركين في المؤتمر، قال في حديث إلى عنب بلدي، إنه طرح موضوع قبول الطلاب في الكليات الطبية، نتيجة توجه معظم الطلاب إلى الاختصاصات الطبية على حساب الاختصاصات العلمية الأخرى، مشيرًا إلى أهمية تشجيع الطلاب على الدخول إلى الكليات العلمية.
وتعتبر جامعتا “إدلب” و”حلب الحرة” قطبي التعليم الجامعي في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، الأولى تتبع لحكومة “الإنقاذ” والثانية للحكومة “المؤقتة”.
وتوجد في كل منهما كليات طبية، تواجهها العديد من العقبات، كنقص الكادر التدريسي الذي تحاولان تعويضه بحملة درجات الماجستير والأطباء ذوي الخبرة في الاختصاصات الطبية.
كما تقيم المنظمات الطبية ندوات وورشات للأطباء، بالتعاون مع المؤسسات والجامعات الطبية وأطباء سوريين في أوروبا
المصدر: عنب بلدي