"العين بالعين".. معرض تفاعلي يرصد أحوال اللاجئين السوريين في تركيا
يقيم الفنان والمصور السوري "كمال أوغلي" معرضاً تفاعلياً بعنوان "العين بالعين" عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب ظروف "كورونا".
ويهدف هذا المشروع الأول من نوعه إلى تمكين الشباب اللاجئين ورفع مهاراتهم وقدراتهم المعرفية لكثير من الأمور من خلال التصوير الفوتوغرافي، وتقديم رؤيا فوتوغرافية ترصد واقع السوريين اللاجئين بتركيا من اللحظة التي قرروا فيها اللجوء، مروراً بالصعوبات والمخاطر أثناء عبور الحدود حتى الوصول وبدء المعاناة من خلال توفير سبل العيش من إيجاد مأوى إلى إيجاد عمل كما عانوا من الاستغلال والتنمر من بعض الأتراك، وصعوبة إيجاد تعليم مناسب وهكذا، وكذلك أيضاً تناول النجاحات الفردية من خلال المثابرة والتفوق كما يقول أوغلي لـ"زمان الوصل".
و"كمال أوغلي" مصور محترف مختص بالتصوير التوثيقي، ومدرب معتمد ورئيس قسم التصوير وعضو هيئة البحوث والدراسات في الأكاديمية الثقافية الدولية بألمانيا ينحدر من مدينة دمشق 1960 بدأ التصوير كهاوٍ منذ أكثر من 35 عاماً وبشكل احترافي منذ عام 2003 وأقام الكثير من المعارض والورشات الفنية داخل وخارج سوريا منذ العام 2005.
وحول فكرة معرضه الجديد "العين بالعين" يقول "أوغلي" إن المعرض جاء حصيلة تدريب استمر 3 أشهر لمجموعة من الشابات والشباب على عدة أنواع من التصوير بشكل عملي، ومنها تصوير الطبيعة للتدريب على التنوع الضوئي وكيفية استخدامه كذلك تصوير البورتريه للتدرب على وضعيات الأشخاص، وأخيرا تصوير "السيلويت"، وهو نوع تصوير فني صعب جداً (وقد تم تنفيذ المعرض من خلاله)، وكل ذلك -حسب قوله- من أجل إكساب المتدربين مهارات خاصة للتعامل مع هذا الموضوع الصعب والمتشعب، وتمكينهم من التعبير الرمزي من خلال الصورة عن مجمل هذه المواضيع.
ولفت محدثنا إلى أن هذه التدريبات شكلت تحدياً كبيراً له وللمشاركين، ولكنه تمكن معهم من الإحاطة بمعظم المواضيع وتم التعبير عنها برمزية وجمالية عالية.
واستدرك "أوغلي" أننا كسوريين لدينا شباب يتسمون بالموهبة والطموح ولديهم حس مبادرة عال كما أنهم جديرون بحمل المسؤولية حيال أي عمل يكلفون به.
ونوّه المصدر إلى أنه أراد من خلال هذا المشروع الابتعاد عن مشاهد الدماء والتفجع التي تسود سوريا اليوم للأسف لأن معظم السوريين في المنافي مشغولون الآن بتأمين سبل الاستقرار والعيش الكربم.
وأعرب صاحب المشروع عن اعتقاده بأن التصوير يجب أن يهدف إلى تقديم شيء مهم لمصلحة الإنسان، وذلك من خلال نشر ثقافة الصورة وفي الكثير من الأحيان تفسر الصورة الموضوع أكثر من ألف كلمة.
وأوضح أن المصور عادة ما يرى الموضوع بلغة بصرية تختلف عن السرد اللغوي المعتاد، فيصيغ موضوعه في كثير من الأحيان بشكل رمزي، يترك من خلاله للمتلقي، تفسيرات مختلفة لكنها متناغمة، تربط الضوء باللون بالفكرة، وهذه التفسيرات مفتوحة على عدة أفكار، وكان ذلك -حسب قوله- أحد أهداف المشروع.
واستدرك أن مشروعه ليس مجرد مشروع فني بل يرتبط برؤية التطور المجتمعي للسوريين بسلبياته وإيجابياته في "غازي عنتاب" منذ قدومهم إلى تركيا واندماجهم في هذا المجتمع وكذلك تعاطيهم مع المجتمع المضيف.
ولفت إلى أن الفن والثقافة يجب أن لا ينفصلا عن المجتمع، بل أن يكون لهما دور فعال في تغييره وتطويره، مؤكدا أن الهدف من المعرض الذي ضم طلاباً من فرنسا والنمسا واليابان وغيرها أيضاً السعي لرفع مهارات وخبرات الفريق المعرفية والفنية دون إغفال دور الشغف والمتعة في آن معاً، ليستطيعوا توظيف هذه الخبرات مستقبلا ويضيفوا أبعاداً جمالية وثقافية على مشاريعهم المستقبلية.
وكان "أوغلي" الذي يقيم في العاصمة التركية "أنقرة" منذ سنوات قد أقام إضافة إلى معارضه الفردية والجماعية العديد من الدورات والورشات الفنية لتدريب الطلاب السوريين في تركيا منذ العام 2016 وحتى الآن وتعليمهم أسس التصوير الفوتوغرافي وكيفية قراءة الصورة إضافة إلى العديد من الورشات والمعارض المعنية بالآثار السورية ما تتعرض له من دمار وسرقة بسبب الحرب.
ويطمح -حسب قوله- إلى نشر ثقافة الصورة وتطوير أدوات الفهم والتحليل للغة البصرية كونها أهم وأسهل عنصر حالياً لنشر الثقافة والمعرفة وتبادل الخبرات والمنافع بين الشعوب المختلفة، وذلك نتيجة التطور الهائل لوسائل التواصل البصرية
المصدر : زمان الوصل