رحلة سوزان للتعافي بعد الزلزال الذي ضرب سوريا
في أعقاب الزلازل الكارثية التي هزت شمال غرب سوريا في فبراير 2023، وخلفت آلاف القتلى والعديد من الجرحى، وجدت سوزان عرنوس نفسها وسط الأنقاض، تتصارع مع الخسارة والدمار.
ولم تحصد الهزات الزلزالية أرواحاً فحسب، بل أدت أيضاً إلى تحطيم المنازل والمجتمعات الممزقة التي تعاني بالفعل من ويلات الصراع المستمر منذ 12 عاماً. وبينما كانت سوريا وتركيا تكافحان في أعقاب ذلك، تقدمت إحدى المنظمات مع شركائها، بمد شريان الحياة لمن هم في أمس الحاجة إليه.
في عمر 12 عامًا فقط، انقلب عالم سوزان رأسًا على عقب. فقدت والدها وشقيقها في الفوضى، ووجدت نفسها تبحر في مشهد من اليأس. تحول منزلها الذي كان ينبض بالحياة في أطمه إلى أنقاض، ولجأت سوزان مع والدتها وشقيقتها إلى مخيم للنازحين.
بعد أن ظلت سوزان محاصرة تحت الأنقاض لساعات طويلة، ظهرت وهي تعاني من إصابات خطيرة في الوركين والساقين، مما جعلها غير قادرة على أداء حتى أبسط المهام. وفاقمت صدمة الخسارة من آلامها الجسدية، وألقت بظلالها على حياتها الصغيرة.
ومع ذلك، وسط الظلام، وجدت سوزان المرونة. بإصرار لا يتزعزع، شرعت سوزان في رحلة التعافي. أصبح إعادة التأهيل البدني بمثابة منارة أمل بالنسبة لها، إذ أعادت تدريجياً القدرة على الحركة إلى أطرافها التي كانت مصابة في السابق.
امتد التدخل إلى ما هو أبعد من مجرد إعادة التأهيل البدني. إدراكًا للتحديات المتعددة الأوجه التي يواجهها النازحون، تلقت سوزان مساعدة حيوية لتحسين ظروفها المعيشية. بدءًا من وسائل الراحة الأساسية مثل الأسرة والأثاث وحتى الأساسيات مثل خزانات المياه والأضواء الشمسية، كان كل تدخل يهدف إلى إعادة بناء الأمل ليس فقط المنازل.
تجسد قصة سوزان صمود الروح الإنسانية في مواجهة الشدائد. وعلى الرغم من المحنة المروعة، إلا أنها تبرز كرمز للقوة، وشهادة على القوة التحويلية للتعاطف والدعم.
ومع استمرار أصداء الزلازل في التكرار، تقف رحلة سوزان بمثابة شهادة على الروح الإنسانية التي لا تقهر. تلهمنا مرونتها للوقوف متضامنين، ومد يد العون للمحتاجين، وإعادة بناء الحياة، ليس فقط المنازل.
في أعقاب المأساة، دعونا نستجيب لنداء سوزان. دعونا نجتمع معًا ونؤكد من جديد التزامنا بالرحمة والتضامن. ففي أحلك الأوقات، فإن قدرتنا الجماعية على الصمود هي التي تنير الطريق نحو غد أكثر إشراقا.