الهواتف الذكية ...خطر يرافق الاطفال ...تأثيراتها وسلبياتها على صحتهم ..بقلم : دعاء الجبان
أصبحت التلفونات المحمولة بمختلف فئاتها والأجهزة اللوحية، جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، ويقضي الكثيرون منا أوقاتاً طويلة أمام شاشاتها، ولم يكن الأطفال وصغار المراهقين ببعيدين عن هذا الأمر.
أصبحت رؤية طفل دون الخامسة وهو يلهو بأحد هذه الهواتف أمراً غير مستغرب؛ بل إن بعض الأمهات تلجأ إلى إلهاء طفلها الرضيع من خلال هذا الجهاز السحري..
لا شكّ أن للهاتف النقّال تأثيرات سلبية على صحة الأطفال،
وهذا ما بيّنته منظمة الصحة العالمية (WHO) في دراسة لها عن المجالات الكهرومغناطيسية والصحة العامة،
حيث بينت أن استخدام الهواتف النقالة من الممكن أن تسبب مرض السرطان للبشر، اضافة إلى أضرار جسمية ونفسية،
وتبدأ الأضرار الجسمية للهواتف المحمولة بما يؤدي لحدوث مشاكل في العين، بسبب الضوء الصادر عنها، الذي من الممكن أن يؤدي لفقد البصر،والإجهاد والشيخوخة المبكرة ، وتؤثر أيضا بصورة كبيرة في الشبكية.
كما تسبب مشاكل في العظام، والضغط على الأعصاب والأربطة وأقراص العمود الفقري، الأمر الذي يجعله يشكو من ألم في الرقبة والظهر، إضافة إلى الصداع، ويمكن أن يتسبب بإصابته بمتلازمة النفق الرسغي.نتيجة كثرة بقائه على هذه الأجهزة.
مشاكل السمع
تتضمن الأضرار الجسدية الناجمة عن استعمال الهواتف المحمولة كذلك مشاكل في حاسة السمع، وذلك نتيجة استخدام سماعات الأذن فترات طويلة.
كما يعاني كثير من الأطفال؛ بل والبالغين، اضطرابات النوم والأرق بسبب الهواتف الذكية، ويصل الأمر بالبعض إلى مطالعة شاشة الهاتف قبل النوم مباشرة، ما يجعل أشعة الهاتف تصيب العين بشكل مباشر.
تشمل الأضرار النفسية المترتبة على استخدام الأطفال للهواتف المحمولة الكثير من الأوجه، فمثلاً يصاب الطفل بالانعزال والعدوانية في التعامل مع أقرانه الآخرين، بسبب طول الفترة التي يستخدم فيها الهاتف،
و يلاحظ على الأطفال والمراهقين الذين يمكثون على اتصال لفترات طويلة مع الهواتف المحمولة أنهم لا يتمتعون بالاستقرار أو يفقدون الثقة في أنفسهم.
كانت دراسة أشارت إلى أن معدل الإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحارية أكبر في المراهقين الذين يبقون فترات طويلة على الهواتف المحمولة، وتؤدي زيادة الوقت إلى إيجاد علاقة طردية بينها وبين ارتفاع نسبة أعراض الاكتئاب ومحاولات الانتحار.
حيث يؤدي بقاء الطفل ملازماً للهاتف المحمول إلى خلق فجوة وفراغ بينه وبين والديه وأشقائه والمقربين منه، وتصبح لديه نظرة تشاؤمية، التي في الغالب لا يدركها في هذه المرحلة العمرية، إلا أن تراكم هذه الترسبات يتسبب ببناء شخصية هشة وانطوائية.
تلعب الهواتف المحمولة لدى بعض الأطفال دور المربي بصورة غير مباشرة، وبالتالي تؤثر في نموهم وعواطفهم على مدى بعيد.
يؤثر الهاتف المحمول على القدرات العقلية للطفل، وبخاصة الهواتف الذكية؛ حيث يعتمد عليه في الكثير من المهام، فإضافة إلى الألعاب، فإنه يستخدمه كآلة حاسبة ويبحث من خلاله عن المعلومات التي يريدها.
ويتسبب في بطء التطور الاجتماعي والعاطفي لدى الطفل، وتراجع المهارات الاجتماعية لدى المراهق.
فالاستخدام المفرط للأجهزة الذكية في الطفولة المبكرة قد يسبب أيضا تأخر النطق لدى الطفل.
وينصح الباحثون والأخصائيون الآباء بمــــــــنع استعمال الهــــــــاتف للأطفــــــــال أقــــــــل من عــــمر عامـــــين، ولا يزيــــــد اســــــتخدامهم له على 60 دقــــــيقة في المرحلة العمرية بين 2 وحتى 5 سنوات، مع وجود إشراف من أحد الوالدين باستمرار.
ينبغي ألاّ يزيد وقت استخدامهم على 2 ساعة في اليوم، مع الحذر من تواجد الهاتف النقال في غرفة نوم الطفل، كما لابد ألاّ يصطحب الهاتف عند ذهابه للمدرسة.
حيث يجب دمج الطفل بأنشطة بديلة، كممارسة أنشطة رياضية جماعية وشيقة، أو الخروج في رحلات مدرسية جذابة، مع تخصيص جولات أسبوعية للتنزه واللعب وتفريغ الطاقة الكبيرة المخزنة لدى الأطفال.
في النهاية ينصح الأطباء وخبراء التربية بضرورة الاعتدال في استخدام الجوال لتجنب الآثار الجانبية الصحية له والاستفادة من تقنياته الحديثة بالشكل الأمثل مع عدم إغفال دور الآباء في حماية الأطفال وتوجيه المراهقين