فقدت مدينتي وأصبحت غريبًا”… حكايات قاسية من شتاء إدلب
قبل حوالي خمسة أشهر، نزح محمد من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ويقيم اليوم في “مخيم الكرامة” في ريف المدينة الشمالي. هذا الشتاء هو الأصعب على محمد، حيث بدأت مخيمات النازحين في الشمال السوري مرحلة جديدة من معاناتها المستمرة مع بدء هطول الأمطار وتشكل السيول التي تجرف الخيم.
“فقدت مدينتي وأصبحت غريبًا في منطقة أخرى، وفقدت أرضي التي أعتاش منها أنا وأسرتي، وفقدت المواشي التي كنت أربيها، لأصبح اليوم نازحاً أنتظر المساعدات الإنسانية التي لا تكاد تكفي لإطعام أولادي”، يقول محمد.
محمد هو واحد من كثر فروا مؤخرًا من منازلهم في ريف حماه الشمالي وريف إدلب الجنوبي، بسبب قصف قوات النظام السوري والطيران الروسي، إلى المخيمات التي تنتشر في مختلف مناطق الشمال السوري، لا سيما في ريف إدلب الشمالي والغربي.
“أم أحمد” نازحة بدورها من ريف إدلب الشرقي إلى “مخيم الساروت”، تشكو معاناتها مع الأمطار والسيول، “خلال الأسبوع الماضي، غرقت خيمتي بمياه الأمطار، فتوجّب عليّ أن أنقل أطفالي إلى مكان آخر بعيدًا عن المطر، بعدما تبلّلت أمتعتنا وبدأ أولادي يرتجفون من البرد”، مضيفة، “لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال طوال فصل الشتاء، فالتنقل ليس بالأمر السهل وهذا يجعلنا عرضة للأمراض بشكل أكبر، لكن هل من بديل؟”.
ونظرًا لهشاشة الخيم المكونة من قماش وأعمدة خشبية فقط، وفي أحسن الأحوال تغطيها عوازل نايلون، يصعب على “سكانها” الصمود في وجه العوامل الجوية القاسية كالثلوج والأمطار والسيول والرياح، فيصبحون عرضة للبقاء من دون مسكن خلال فصل الشتاء.
ونظرًا لطبيعة مناطق الشمال السوري الجبلية، فإن معظم المخيمات أُنشئت فوق أراض غير مستوية، وهذا عامل آخر يجعل الخيم عرضة للسقوط بشكل أكبر، وقد جرفت الأعوام الماضية مخيمات بأكملها بسبب الأمطار والسيول.
المصدر : عنب بلدي