مدارس الأطفال في مخيمات إدلب غارقة بالطين
لم تكن تلك الحصة التي أرادها المعلم سليمان موسى لطلابه الصغار، إلا أن ذلك الحل “الوحيد” الذي تمكن من إيجاده لمتابعة تعليمهم، ، في مخيم “سنجار كهرباء” قرب مدينة سرمدا شمالي إدلب
استُهدفت 105 من المدارس المتوقفة بالطيران وقذائف المدفعية والبراميل المتفجرة، واضطرت مجمعات التربية في خان شيخون وكفرنبل ومعرة النعمان وسراقب وأريحا وأجزاء من جسر الشغور لإغلاق مدارسها مع استمرار القصف
لجأ سكان العديد من المخيمات لإقامة مدارسهم في العراء، دون أعمدة أو جدران، ليقاوموا نقص الدعم والفقر، الذي بات لصيقًا بخيامهم في إدلب.
ولا تملك “مديرية التربية في إدلب” إحصائية دقيقة عن أعداد المدارس التي انتشرت في المخيمات العشوائية والتجمعات السكانية في إدلب، جراء نقص الدعم المالي الذي يواجهه التعليم منذ بداية العام الدراسي .
أشرفت المديرية، قبل بدء الحملة العسكرية التي شنها النظام السوري وحليفته روسيا على مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي منذ شباط الماضي، على 1194 مدرسة في جميع أنحاء المحافظة، ولكن بعد استهداف المدارس ووقوع بعض المناطق تحت سيطرة قوات النظام، ونزوح نحو مليون شخص نحو الشمال، .
وأقامت المديرية مجمع “الدانا والمخيمات”، ليضم المدارس المقامة في سرمدا والدانا وقاح وأطمة والصلبة ودير حسان في ريف إدلب الشمالي، إلا أن المدارس بحاجة “ماسة” للدعم لتأمين المواد اللوجستية من مقاعد وخيام وكتب ورواتب المعلمين، الذين كان مجموعهم عشرة آلاف معلم في المحافظة عانوا من توقف رواتبهم وتابع بعضهم عمله متطوعًا منذ بداية العام.
وأمام تلك المصاعب، الوضع التعليمي في ريف إدلب بات “لا يقل مأساوية عن الوضع العسكري والأمني والاجتماعي
وفي حين كان يتلقى 410 آلاف طالب دروسهم في مدارس المحافظة، لم يتبقَّ منهم سوى 250 ألفًا الآن، ومن المتوقع أن تزيد أعداد المتسربين منهم، بعد انقطاع الدعم من منظمة “كومينكس”، لتتجاوز ثلثي أعداد الطلاب، مع بقاء 150 ألفًا في صفوفهم فقط، بحسب مدير دائرة الإعلام في مديرية تربية إدلب، مصطفى الحاج علي.
المصدر : جريدة عنب بلدي enab baladi