ردات فعل غاضبة من استهزاء “كونتاك” بالمأساة السورية
أثارت إحدى لوحات مسلسل (كونتاك) الذي يُعرض على قناة (لنا) الفضائية، خلال شهر رمضان الجاري، ردات فعل غاضبة من السوريين، بسبب محاولتها الإساءة إلى عمل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وتبني رواية النظام أن هجمات الكيمياوي مفبركة، على الرغم من مقتل مئات السوريين في هذه الهجمات.
اللوحة الثالثة والعشرون التي كانت من تمثيل أمل عرفة تتحدث عن قيام عناصر الدفاع المدني السوري، بتصوير مشاهد مفبركة للقصف ومساعدة الضحايا، وتُظهر مطالبة المخرج للممثلين بالصراخ، واقتراح رش البودرة من أجل إظهار أنهم ضحايا هجوم كيمياوي شنه النظام، في محاكاة لرواية بثينة شعبان مستشارة الأسد عن هجمات الغوطة عام 2013.
المسلسل يحاول، من خلال لوحاته، الترويج لروايات النظام حول ما يجري في سورية، بطريقة تحاول تشويه صورة المعارضة السورية، والضحايا من المدنيين السوريين، ويلعب دور البطولة فيه أمل عرفة، وغادة بشور، وحسام تحسين بك، وأندرية سكاف، ومحمد حداقي، المعروفون بموالاتهم لنظام الأسد، وهو من إخراج حسام الرنتيسي، وتأليف ثلاثة كتاب هم رانيا جبان، وشادي كيوان، ومعن سقباني.
أثارت هذه المشاهد ردات فعل غاضبة من مئات السوريين وعشرات الصحافيين والفنانين السوريين، الذين أعربوا عن رفضهم لما عرضته هذه اللوحة، متهمين شركة (إيمار) للإنتاج الفني التي أنتجت هذا المسلسل، ويملكها رجل الأعمال المقرب من النظام سامر الفوز، بتزوير الحقائق والإساءة إلى الضحايا السوريين، ودعم رواية مخابرات نظام الأسد عبر لوحات هذا المسلسل.
كتبت الفنانة السورية سوسن أرشيد، على صفحتها في (فيسبوك): لن أستغرب من ممثلين يهرجون لشركات الإنتاج والنظام، من أجل تحصيل دور أو شبه دور لتبييض صفحة النظام، أن يدعسوا جثث الأطفال المختنقين من كيمياوي قائدهم وجيشه وطيرانه، مضيفة: يجب أن تمشوا ورأسكم بالأرض وفوقه البسطار للأبد، في شوارع سجنكم الكبير، يا مهرجي القصر. السلام لأرواح الأطفال والسوريين الذين رحلوا من أجل الحرية. والسلام لأصحاب الخوذ البيضاء “ولا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منّا”.
من جانب آخر، كتب المخرج والفنان بسام قيطفان على صفحته: “القائمون على شركة الإنتاج والممثلين في مسلسل (كونتاك) والله لا نتمنى لكم (جميعًا) إلا تجربة صغيرة، من هذه الكارثة الكوميدية، عساكم تشعرون وتعقلون”، وكتبت الفنانة يارا صبري: “تحية الى أبطال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء). مهما حاولوا تشويه الحقيقة، فستبقون منارة للإنسانية”، فيما كتب الفنان نوار بلبل: “الخوذ البيضاء كانت وما زالت وستبقى تمثلني”.
وكتبت الكاتبة السورية ميّا الرحبي: “في الوقت الذي يدافع فيه فنانون أجانب عن شعبنا، يقوم أشباه فنانين سوريين بالسخرية من موت أبناء شعبهم بقصف النظام وحلفائه، يا للزمن الأغبر!”، فيما كتب الصحفي بسام يوسف: “أمل عرفة ومحمد حداقي، حتى الموت تتاجرون فيه! ما أرخصكم!”.
وكانت روسيا ونظام الأسد قد اتهما مرارًا الدفاع المدني السوري، بفبركة مشاهد إنقاذ الضحايا و “مسرحية الكيمياوي” وبالتعاون مع منظمات إرهابية، على الرغم من أن المنظمة حصلت على إشادات عالمية بعملها الذي أسهم في إنقاذ أرواح عشرات آلاف المدنيين من تحت الأنقاض، في مختلف المناطق السورية، كما تم ترشيح (الخوذ البيضاء) لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2017، كما فاز فيلم يتحدث عن (الخوذ البيضاء) بجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي قصير عام 2017، وحصلت على جائزة (آيبر) الدولية لسلام في العام نفسه.
يذكر أن الدراما السورية أثارت جدلًا آخر، الأسبوع الماضي، بعد مهاجمة عدد من الكتاب والفنانيين الموالين للنظام كاتبَ مسلسل (دقيقة صمت) سامر رضوان الذي أعلن صراحة معارضته للنظام، وصرح بأن المسلسل يهدف إلى كشف فساد النظام، ما دفع الشركات المنتجة إلى إصدار بيانات تخالف تصريحات رضوان. وهاجمت وزارة إعلام النظام، في بيان رسمي، شركة الإنتاج، واتهمتها بعدم الالتزام بشروط الموافقة، والقيام بسرقة المسلسل وتهريبه خارج البلاد.
سامر الأحمد
2019-05-30
المصدر: شبكة جيرون الإعلامية