معظمهم سوريون.. ألمانيا تقطف ثمار اللاجئين
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريراً بعنوان "ألمانيا بدأت بقطف ثمار اللاجئين"، تحدثت فيه عن الفوائد التي بدأت تجنيها ألمانيا من دخول اللاجئين إليها، بعد الانتقادات اللاذعة التي طالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال السنوات الماضية، بسبب فتحها الأبواب أمام اللاجئين.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد انخرط عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في سوق العمل بألمانيا عبر بوابة التدريب المهني، الذي صمم خصيصا للوافدين الجدد الذين جاؤوا إلى القارة العجوز هربا من الحرب والفقر.
ومع انخفاض معدلات البطالة في ألمانيا إلى أدنى معدلاتها منذ 30 عاما، فقد الشباب الألمان رغبتهم بالتدريب المهني لتتجه الشركات إلى اليد الوافدة المدربة والتي خضعت لنظام التدريب المهني.
وقال غونتر هيرث، الخبير الاقتصادي لغرفة التجارة في مدينة هامبورغ، "الاقتصاد الألماني يحتاج لعمال مؤهلين، ولدينا أسباب قوية لمساعدة اللاجئين ودفعهم للتدريب المهني".
وبعد إعلانها فتح باب اللجوء ظل حوالي 1,5 مليون لاجئ خارج منظومة اليد العاملة وسجل حوالي 200 ألف عاطل عن العمل، في الوقت الذي خضعت أعداد كبيرة من اللاجئين لدورات الاندماج واللغة.
وبنهاية عام 2018 وصل عدد المسجلين في برنامج التدريب على العمل لأكثر من 400 ألف شخص، من بينهم 44 ألف شخص في التدريب المهني.
وقال هيرث لدينا نموذج سابق لدمج الوافدين كتجربة دمج لاجئين من يوغوسلافيا، والآن بعد مضي 3 سنوات ونصف، نحن على الطريق الصحيح وسيتمكن 80 في المئة من البالغين الذين وصلوا لسن العمل الحصول على وظائف بعد 8 سنوات.
وفي الوقت نفسه تستفيد ألمانيا من التركيبة الديموغرافية للوافدين الجدد، إذ حوالي 60 في المئة منهم في عمر 25 عاما أو أقل.
ومع انخفاض عدد السكان الألمان الأصليين، فإن ألمانيا بحاجة ماسة إلى هؤلاء الشباب من أجل تجديد دمها وشبابها.
ويتخرج من هذا البرنامج كل عام مئات الآلاف من الحرفيين البارعين وغيرهم من المحترفين، الذين اجتازوا اختبارات صارمة تديرها الدولة.
وفي العام الماضي، قالت ثلث الشركات الألمانية إن لديها وظائف تدريب لم يشغلها أحد، فيما بلغت الوظائف الشاغرة أعلى مستوى لها منذ 20 عاماً.
ولعل قلق الترحيل من أكثر الأشياء التي تهدد حياة الوافدين، لتتجه الحكومة الألمانية لقانون "2+3" الذي يمكن طالبي اللجوء المرفوضين من الاستمرار في التدريب لمدة ثلاث سنوات والعمل لسنتين على الأقل، دون الخوف من الترحيل.
وبعدها يمكن للكفاءة العالية وسجل العمل أن يمنحا طالب اللجوء ميزة، عند إعادة تقديمه طلب اللجوء والبقاء في ألمانيا، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتشهد ألمانيا انقساما عميقا منذ أن قررت ميركل عام 2015 عند اشتداد أزمة اللاجئين فتح أبواب البلاد أمام الفارين من الحرب في سوريا.
وأدى تدفق أكثر من مليون طالب لجوء منذ ذلك الحين معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان، إلى صعود حركة "البديل لألمانيا" اليمينية المتطرفة في ألمانيا، وارتفاع صوت المطالبة برحيل ميركل وسياستها العشوائية في استقطاب اللاجئين بما يضر بالمواطنين الألمان ويزيد من أعباء بلادهم
ولجأ إلى ألمانيا منذ بداية الحرب في سوريا أكثر من 780 ألف لاجئ، من مجمل 5,7 مليون لاجئ سوري تركوا سوريا.
واضطر عدد كبير من السوريين، إلى الهجرة واللجوء لدول عدّة، بسبب ملاحقتهم من قبل النظام السوري، أو تعرّض أماكن سكنهم لقصف، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بسوء الوضع الأمني في البلاد، ويعاني اللاجئون السوريون في دول الجوار السوري من أوضاع إنسانية صعبة، وسوء معاملة وعنصرية ملحوظة، في حين تبدو أوضاعهم في الدول الأوروبية أكثر أمناً واستقراراً.
2019-05-11
المصدر: واشنطن بوست + بروكار برس