من لاجئة إلى عضو كونغرس.. إلهان عمر في حلبة السجالات السياسية مع ترامب
غادرت مدينة الصومال على وقع الحرب الأهلية عندما كانت طفلة، عاشت تفاصيل اللجوء المؤلمة، وسجلت دخول أول امرأة محجبة إلى الكونغرس الأمريكي.
إلهان عمر، الأمريكية من أصول صومالية، “محجبة الكونغرس” كما يُطلق عليها، لم تسلم من اعتداءات الكراهية و”الإسلاموفوبيا” لكونها مسلمة، فقد ألقت الشرطة الأمريكية في 21 من آذار الفائت القبض على رجل خمسيني هدد بقتلها وتفجير جمجمتها، وفق ما ذكرته وزارة العدل الأمريكية.
كما تعرضت للضرب من قبل سبعة أشخاص في تجمع حزبي عام 2014، حسبما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في العام 2016.
ولم يتوقف الأمر عند الانتقادات والتهديدات، بل أدخلتها مواقفها في سجالات سياسية مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، ففي تغريدة لها على “تويتر” نشرتها في 11 من نيسان الحالي، لمحت إلى أن “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية” (أيباك) تستخدم المال لحشد دعم سياسات موالية لإسرائيل، ما دفع نوابًا عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاتهامها بأن تغريداتها مشحونة باستعارات “معادية للسامية” عن اليهود.
كما ردّ ترامب على إلهان، في معرض تصريحاته لصحفيين في البيت الأبيض في 12 من الشهر الحالي، وقال “لا مكان لمعاداة السامية في الكونغرس، ويجب على إلهان تقديم استقالتها”.
تلك الانتقادات وتصريحات ترامب دفعت إلهان إلى الاعتذار في تغريدة نشرتها على “تويتر”، وقالت فيها إنها خانها التعبير، وإنها على استعداد دائم للتراجع والتفكير في النقد.
لكن ذلك الاعتذار لم ينهِ الخلاف بينها وبين ترامب، إذ نشر ترامب في 13 من نيسان الحالي على “تويتر” مقطع فيديو يشير إلى أن إلهان تستهين بهجمات الحادي عشر من من أيلول 2001، وعلّق ترامب بالقول “لن ننسى”.
وعقب تغريدة ترامب، تلقت إلهان عمر “سيلًا من التهديدات المباشرة لحياتها”، بحسب ما قالته في تغريدة لها الاثنين، 15 من نيسان، ووعدت أنها لم تصمت.
وربما دخلت عمر تلك الدوامة نتيجة انتقاداتها المتكررة للحكومة الإسرائيلية وتصرفاتها كما كانت قد صرحت عن تأييدها لحركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل”، وسبق أن وصفت نظامهم بنظام “الفصل العنصري الإسرائيلي”.
حياتها وسياستها
لم تصل الامرأة الثلاثينية الصومالية، إلى موقعها الحالي بسهولة، بل مرت بمراحل صعبة وشاقة، جعلت منها قصة نجاح تتداولها الصحف العالمية.
صحيفة “ذا غارديان” البريطانية نشرت في تشرين الثاني من العام الفائت تقريرًا عن إلهان عمر تحدثت فيه عن تلك الرحلة الصعبة التي قطعتها.
وأشار التقرير إلى أن عمر التي ولدت في العاصمة الصومالية مقديشو، هربت مع عائلتها من الحرب الأهلية، ثم استقروا في كينيا لمدة أربع سنوات، قبل أن تغادر إلى الولايات المتحدة في عام 1995.
حازت عمر على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية وأخرى في الدراسات الدولية من جامعة “نورث داكوتا”.
وبعد إنهاء دراستها، عملت كمديرة لحملة إعادة انتخاب “كاري دزييدزيتش” لمجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا لعام 2012، وهو ما أهلها لدخول عالم السياسة، وفوزها بعضوية مجلس النواب في ولاية مينيسوتا، 8 من تشرين الثاني 2016.
تؤيد إلهان، التي عاشت خلال طفولتها في مخيمات اللجوء في كينيا لمدة 4 أعوام، مجانية التعليم الجامعي وتوفير مساكن للجميع، وتدير مجموعة نسوية تهتم بتهيئة اللاجئات للاندماج في المجتمع الأمريكي وتدريبهن ليصبحن رائدات.
وتقول إلهان: “عندما يسألني الناس من هو أكبر منافس لي، لا أذكر أسماء، بل أقول لهم إن الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب وكره النساء هم منافسو نجاحنا، ولا يجب أن نسمح لهم بالفوز”.
رامى شربجي
2019-04-21
المصدر: عنب بلدي