صور صادمة من دمشق.. وإتفاع في أجور النقل
الصور القادمة من العاصمة وريفها تظهر حجم المأسأة التي بات يعانيها السوريون في الداخل على اختلاف انتماءاتهم. وظهرت شوارع رئيسية في العاصمة دمشق، خالية إلا من عدد من السيارات وبعض المواطنين الراجلين، في أوقات من النهار. ومن المعتاد أن تكون تلك الشوارع مكتظة للغاية، وتعاني من اختناقات مرورية.
فيما كان البعض يمتطي الخيول في سخرية مرّة مما يحصل منذ أيام من انقطاع للبنزين. النظام بدوره يحاول الالتفاف على الأزمة تارة بالتصريحات التي سُميت حقيقية للمرة الأولى في كون إيران توقفت عن ضخ النفط منذ ستة أشهر، وتارة بإطلاق الوعود بالخلاص من الأزمة قريباً.
أوقفوا.. التخزين
يبدو أن الأمر تجاوز مفهوم الأزمة، وانتقل ليكون هلعاً مبرراً من المواطنين حيال كارثة قادمة على كافة الصعد، وربما تنشأ طوابير جديدة لمواد وسلع أخرى، وهذا أمر يمكن توقعه في ظل كذب النظام المتواصل بخصوص قدرته على إدارة البلاد.
ومنذ ساعات أُطلق "هاشتاغ" يدعو إلى الانتباه من دعوات تخزين السلع، وجاء في التفاصيل أن السبب استغلال أزمة البنزين من جهات "تعمل على إثارة الخوف والهواجس لدى المواطن السوري والإدعاء بأن سورية مقبلة على فترة سيكون عنوانها شح الأغذية والأدوية وفقدان مختلف السلع من الأسواق".
ولم يسمي من تبنوا الهاشتاغ وتفاصيله، من هي هذه الجهات التي تطلق الاشاعات ولكن أهدافها: "خلق أزمات جديدة له (للمواطن) عبر زيادة الطلب بشكل كبير على مختلف المواد بالأسواق، بعد أن تدفع المواطنين لشراء المواد بكثافة وتخزينها من دون داعي".
فيما رد مواطنون على هذا البيان بالسخرية كون أغلب السوريين لا يمتلكون ثمن قوت يومهم، وأن ما بجيوبهم ينفذ منذ بداية الشهر، فكيف سيعمدون إلى التخزين.
إرتفاع أجور النقل
في العاصمة ومحيطها، ارتفعت أسعار النقل، وصار طلب سيارة لأمر طارئ أمر عسير. وفي ريف دمشق الغربي اضطر مواطن لنقل زوجته إلى العاصمة لمراجعة طبيب، فدفع 2000 ليرة في مسافة لا تزيد عن 40 كيلو متراً وفق ما تحدث لـ "اقتصاد".
وفي العاصمة، استغل سائقو النقل الخاص حاجة المواطنين للتنقل، عبر طلب تعرفة كبيرة ومضاعفة مشاويرهم الاعتيادية إما بدعوى انتظارهم أيام للحصول على البنزين، أو دفعهم مبالغ كبيرة لشرائهم ممن يحتكرون المادة، أو حتى شراء البنزين العسكري.
أسعار وفق الحاجة والمصدر
إحدى الصفحات الموالية نشرت قائمة سريعة بأسعار كالون (تنكة) البنزين وذلك بحسب مصدرها، فعلى سبيل المثال: "سعر تنكة البنزين البناني المهرب واصل 22 ألف ليرة"، "سعر تنكة البنزين الحر تباع واصل لعندك 27 ألف ليرة".
الخيار الثالث الذي طرحته الصفحة: "سعر تنكة البنزين المدعوم واصل لعندك 23 ألف".
أما الخيار الرابع فهو: "الوقوف 3 أيام لتعبئة 20 لتر بسعر 4500 ل.س".
"وصّلني بطريقك"
أحد الحلول التي أوجدها مضطرون للتنقل، جاءت بين النكتة والألم، حيث أطلقوا شعار (وصّلني بطريقك)، وهي من الظواهر العادية التي اعتاد السوريون ممارستها بين الجيران والأصدقاء، حيث الموسر يساعد المعسر، وفي هكذا أزمة ممكن أن يوصلك جارك أو صديقك.
أيضاً كان البعض يقف على جانب الطريق ويشير بيده لأية سيارة عابرة قد تنقله بنفس الاتجاه، ولكن "أبو أحمد" قال لـ "اقتصاد": "لم يعد هناك أمان خصوصاً منذ غروب الشمس لن تجد من يقف لك أو يوصلك، وهنا عليك الاستعانة بقدميك أو بجيبك حيث سيتم استغلالك حتماً".
الأزمات القادمة لا يستطيع أحد التنبؤ بها، ولكن شعوراً عاماً بأن القادم أسوأ هو ما يسيطر على السوريين، وأن أزمات جديدة قد تقضي على ما يبقيهم على قيد الحياة.
2019-04-19
المصدر: زمان الوصل