الجزائر- هل يحدد الحراك الشعبي معالم المرحلة الانتقالية؟
في صحف اليوم حالة من الترقب لما ستسفر عنه مظاهرات الجمعة الرابعة في الجزائر احتجاجا على ما سمي بتمديد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة وموقف المعارضة الرافضة لقرارات الرئيس الأخيرة نتوقف أيضا عند استمرار المظاهرات في السودان رغم فرض حالة الطوارئ وأداء أعضاء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية ثم مأزق البركسيت العصي على الحل بين لندن والاتحاد الأوروبي وانتهاء المرحلة الأولى من النقاش الوطني في فرنسا.
الأنظار تتجه إلى الجزائر في جمعة يريد لها المحتجون على ما اعتبر تمديدا للعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، جمعة رافضة لكل ما تحمله السلطات من قرارات جديدة. الخبر في واجهتها عنونت "ملايين في جمعة الرفض" أيا كانت التسمية إلا أن القاسم المشترك للجزائريين الذين خرجوا رفضا للعهدة الخامسة يصرون على مواصلة حراكهم الشعبي الرافض لما سمي تمديدا للعهدة الرابعة. الخبر تحدثت عن التظاهرات التي استبقت تظاهرات مرتقبة اليوم والتي خرج من خلالها طلبة وأساتذة الجامعات إضافة الى النقابيين والمحاميين والقضاة، هؤلاء يواصلون دعم الحراك الداعي لتغيير النظام في الجزائر.
بعد أن رفضت قرارات الرئيس بوتفليقة الأخيرة جملة وتفصيلاً، قوى المعارضة الجزائرية التي عقدت اجتماعا لها أثمر رفضا جديدا لموقف السلطة من خلال تصريحات رئيس الوزراء نور الدين بدوي، المعارضة قالت إن القرارات الأخيرة لا ترقى لتطلعات الشعب تنقل صحيفة "ريبورتر" رغم غياب بعض وجوه المعارضة عن الاجتماع إلا أن الأكيد بالنسبة إلى المعارضة أن المرحلة المقبلة لن تتم إدارتها من قبل نفس الرموز مؤكدة أن النظام الحالي لا يمكنه قيادة المرحلة الانتقالية. الاجتماع كان مناسبة أيضا لتجديد دعم المعارضة للحراك الشعبي حتى يتم تحقيق مطالب الشعب.
العديد من الصحف العربية تتابع الوضع في الجزائر. صحيفة العربي الجديد تناولت الندوة الصحفية لرئيس الوزراء المكلف نور الدين بدوي الذي لم يقدم، تقول الصحيفة، أي أجوبة عن الأسئلة السياسية المرتبطة بتطورات الوضع في الجزائر كما لم ينقل أي تصور للحل، فيما وُجهت دعوات للتظاهر في جمعة وصفها ناشطون في الحراك بجمعة "الرحيل". العربي الجديد نقلت رأي عضو تكتل المعارضة رئيس حزب جيل جديد الذي اعتبر أن تصريحات رئيس الوزراء المكلف نور الدين بدوي تبعث على القلق قائلا إن الشعب لم يطالب مطلقا بندوة وفاق بل طالب برحيل النظام".
أما صحيفة العرب التي تساءلت عن مدى قابلية الأخضر الابراهيمي على مصالحة الجزائريين على الجزائر، فقد تناولت أيضا فشل رئيس الوزراء الجزائري في تسويق خطاب سياسي يحد من عزيمة الشارع كما لم تُوفق تقول الصحيفة الإطلالات المكثفة لرموز المرحلة الانتقالية حتى إنها قدمت مبررات لاستمرار الحراك في مطالبه السياسية لتَظهر بذلك الفجوة العميقة بين الخطابين. العرب عادت لتؤكد بأن تصريحات المسؤولين الأخيرة لم تفلح في احتواء التعبئة التي تواصلت من أجل تظاهرات حاشدة الجمعة الرابعة فيما اعتبر المحامي والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي أن الجزائريين لا يستطيعون تصديق نظام فاسد وضع تشريعات على مقاسه على حد تعبيره.
وفيما وجهت دعوات الى الجزائريين للتظاهر يوم الجمعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت هذه رؤية صحيفة الوطن لهذه التظاهرات تأكيدا منها على سلمية التظاهرات والتأكيد كذلك على أن المطلب الأبرز يظل رحيل النظام.
إلى السودان الآن حيث تتواصل الاحتجاجات المناهضة للرئيس عمر البشير. سلايت أفريك نقلت أن متظاهرين خرجوا مجددا في العاصمة الخرطوم تزامنا مع أداء أعضاء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، حكومة أريد لها إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي كانت سبب مظاهرات حاشدة منذ 19 ديسمبر الماضي. مظاهرات يسعى الرئيس لاحتوائها عبر اتخاذه سلسلة من القرارات كان أبرزها فرض حالة الطوارئ في مجمل أنحاء السودان في وقت تم تداول أنباء عن خطة عُرضت على القاهرة تتضمن مد فترة بقاء البشير في السلطة من خلال فترة انتقالية وتأكيدها على عدم ترشح البشير مرة أخرى.
مأزق رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يبدو عصيا على الحل تقول ذي غارديان في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها رئيسة وزراء بريطانيا بشأن ملف البركسيت، لكن الصحيفة البريطانية عادت لتؤكد بأن بصيص أمل ظهر من خلال التصويت الثالث في مجلس العموم حيث وافق البرلمان على تأجيل موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي وتمديد فترة المفاوضات فيما تساءل الاتحاد إذا لم تتمكن المملكة المتحدة من اتخاذ قرار بشأن البركسيت خلال عامين ونصف ما الذي قد يتغير خلال ثلاثة أشهر. وهنا يكمن السؤال تقول ذي غارديان في رفض رئيسة الوزراء ماي أن تحيد عن خطوطها الحمراء.
صحيفة لوفيغارو اهتمت من جانبها بانتهاء المرحلة الأولى للنقاش الوطني الذي أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون عقب مظاهرات السترات الصفراء تزامنا مع هذا التوقيت أظهر استطلاع للرأي أن تعزيز القدرة الشرائية للفرنسيين على رأس أولويات خمسة وثلاثين في المئة منهم إضافة الى خفض الضريبة على بعض المنتجات كالوقود والمواد الغذائية وغيرها وهي مطالب كانت قد طالبت بها حركة السترات الصفراء فيما يأتي الرفع من الأجر الأدنى كمطلب ثالث ضمن قائمة أولويات الفرنسيين تقول الصحيفة التي أشارت إلى أن النقاش الدائر لم يرقَ بعد إلى درجة النضج لكي تظهر معالمه بشكل أوضح وبالتالي تتضح معها القرارات التي قد يتخذها الرئيس الفرنسي في هذا الشأن.
2019-03-15
المصدر: فرانس 24- FRANCE 24 Arabic