لماذا أثار فيلم "عن الآباء والأبناء" المصوّر في إدلب حفيظة السوريين؟
أثار الفيلم التسجيلي للمخرج السوري طلال ديركي، موجة من ردود الفعل المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الإعلان عن ترشحه لجائزة أوسكار، قبل أيام.
وترشّح مؤخراً فيلم "عن الآباء والأبناء" الذي أُنتج عامي 2014 و2015 لجائزة أوسكار العالمية، والذي تم تصويره في ريف إدلب ويروي قصة أب انضم إلى "جبهة النصرة" سابقاً (هيئة تحرير الشام حالياً)، ويسلّط الضوء على الطريقة التي يمارسها الأب في تنشئة أطفاله ومعايشتهم للعنف.
بين الرفض والتأييد
ومنذ الإعلان عن ترشّحه، لاقى الفيلم ردود فعل متباينة بين السوريين، بين منتقد له باعتباره ينقل صورة مشوهة عن سوريا والسويين.
وتعتبر هذه الشريحة، أن الفيلم يصوّر ما يجري في سوريا على أنه صراع مابين الجهاديين التكفيريين الذين لديهم حاضنة شعبية وينقلون فكرهم لابنائهم، دون التطرق لإجرام "نظام الأسد" وحليفه الروسي. وخاصة أنه يتحدث عن فترة سابقة لم تكن فيها "جبهة النصرة" متحكمة في إدلب أي في عامي 20114 و2015.
أما مؤيدو الفيلم فيعتبرون أن ترشحة لجائزة أوسكار يُعد إنجازاً سورياً.
تخوّف على إدلب
خلّف الفيلم حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول مصير إدلب التي صوّر فيها والتي باتت من أبرز المناطق المحررة التي تعج بالنازحين والمهجّرين، والتي تتعرض أيضاً بشكل مستمر لقصف من ميليشيا أسد وروسيا بحجة أنها تحوي -أي إدلب- عناصر متطرفة.
ويصرّ معارضو فيلم "عن الآباء والأبناء" أنه رُشّح للأوسكار لأنه يعتبر أن جميع السوريين إرهابيون ومتطرفون. ويقول أصحاب هذا الرأي إن "الفيلم ينقل الحالة في إدلب وسيكون ذريعة لكي يتم قصفها".
في حين يردّ مؤيدوه بالقول على هذا النقد إن الفيلم تسجيلي وليس تحقيق استقصائي، "وإذا كان المواطن الغربي سيأخذ معلوماته عن ما يحدث في سوريا عموماً من خلال فيلم تسجيلي يلقي الضوء على تفصيل صغير من الصورة الكبيرة فهذا غباء وهذه مشكلته وليست مشكلة المخرج".
مخرجه يدافع
فيلم "عن الآباء والأبناء" بحسب القائمين عليه من "إنتاج سوري ألماني لبناني مشترك" استغرق تصويره 330 يوماً على مدار عامين ونصف.
وحول ما أثير من انتقادات حوله، كتب مخرجه طلال ديركي في حسابه الشخصي على موقع فيس بوك رداً وضّح من خلاله، أنه أنتج الفيلم عن الجهاديين، لافتاً إلى أنه لم يشر في فيلمه بشكل مباشر إلى نظام الأسد ولا لأي دولة بالعالم، وفق قوله.
ويضيف "باختصار ليس فيلم استقصائي، فيلم صور بقرية صغيرة عن طفل يجبر على أن يكون جهادي. ويلي بيشوف فيلمي ما بيخدم موقفه ووجهة نظره السياسية، يتفضل ويسجل موقف ويحذف صداقتي".
2019-03-02
المصدر: Orient NET