وفاة 12 سورياً عطشاً في صحراء الجزائر خلال رحلة لجوء إلى أوروبا
لقي 12 سورياً حتفهم عطشاً في صحراء الجزائر بعد تعطل سيارتهم خلال رحلتهم للهجرة من ليبيا إلى أوروبا. شمل الضحايا طفلاً واحداً، بالإضافة إلى سائق السيارة ومرافقه، وهما جزائريان.
أعلنت جمعية "غوث للبحث والإنقاذ" في الجزائر عن العثور على سيارة رباعية الدفع من نوع "تويوتا" بيضاء اللون في منطقة "حاسي بلفور". السيارة تم العثور عليها يوم الجمعة، بينما تم الإبلاغ عن فقدانها يوم الثلاثاء.
فرق الإنقاذ هرعت إلى الموقع فوراً، حيث عثرت على جثث 12 سورياً، إلى جانب جثتي السائق بن الصيد فيصل ومرافقه مخلوفي يونس من ورقلة. تم نقل الجثامين إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى "برج عمر إدريس"، حيث تبين أن سبب الوفاة الرئيسي هو العطش والضياع في ظل ظروف جوية قاسية.
نشرت فرق الإنقاذ تسجيلات مصورة توثق رحلة البحث عن المفقودين، وتظهر الجثث المتناثرة بجانب السيارة وبعيداً عنها. كما نشرت الجمعية قائمة بأسماء الضحايا السوريين، وهم:
1. العليوي إبراهيم
2. محيمد منذر
3. محيمد موفق
4. فتاح عماد
5. حاج إبراهيم خليل
6. شريف عيسى
7. ريان عيسى
8. العساف فراس
9. الحسين الدار
10. الأحمد بشار
11. قاسم محيي الدين
12. العويد أحمد
دعت الجمعية ذوي الضحايا للتواصل مع مصلحة حفظ الجثث بمستشفى برج عمر إدريس لتسلم جثامين أحبائهم.
بث ناشطون تسجيلاً مصوراً يظهر لحظات انهيار المجموعة بسبب العطش، عثر عليه في هاتف محمول لأحد الضحايا. وفي رسائل واتساب بثها أقارب أحد الضحايا، كتب الضحية: "سامحوني يا أهلي صرلي 3 أيام بدون أكل ولا ماء".
خلال السنوات الأخيرة، شهدت شمالي أفريقيا محاولات متزايدة للاجئين السوريين للعبور إلى أوروبا عبر طرق بديلة هرباً من الحرب والأوضاع الإنسانية المتدهورة في سوريا. الجزائر كانت إحدى المحطات المستخدمة للوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
في تموز 2023، توفي ستة طالبي لجوء سوريين غرقاً قبالة سواحل الجزائر أثناء محاولتهم التوجه إلى أوروبا، وكان المركب يقل 11 سورياً من عين العرب، بينهم نساء وأطفال. كما غرقت مركبين آخرين في تشرين الأول 2023، كانا يحملان لاجئين سوريين متجهين من الجزائر إلى إسبانيا، وأفاد موقع "كردستان 24" بأن القاربين انطلقا من وهران وعلى متنهما 34 لاجئاً سورياً.
تستمر محاولات اللاجئين السوريين للهروب من الحرب والأوضاع المأساوية، لكن هذه الرحلات تكون محفوفة بالمخاطر. ندعو المجتمع الدولي لتقديم الدعم والمساعدة لهؤلاء اللاجئين وتأمين طرق آمنة لهم، ومنع تكرار هذه المآسي الإنسانية.