تحذيرات من تأثير حرب محتملة على اللاجئين السوريين في لبنان: الحلقة الأضعف في ظل التوترات المتصاعدة
قال وديع الأسمر، رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان، إن اللاجئين السوريين في لبنان هم الحلقة الأضعف والأكثر تهميشاً، وسيواجهون تدهوراً حاداً في الأوضاع الإنسانية في حال اندلاع حرب بين إسرائيل و"حزب الله".
وأوضح الأسمر أن اللاجئين السوريين، إلى جانب اللبنانيين الفقراء، سيواجهون مصيراً أليماً في هذا السيناريو. من جانبها، أشارت المحامية والناشطة الحقوقية ديالا شحادة إلى أن الحرب ستكلف جميع سكان لبنان ثمناً باهظاً، لكن اللاجئين السوريين، خاصة الذين يعيشون في المخيمات، سيتعرضون لظروف أصعب بسبب عدم توفر ملاجئ أو مساكن آمنة.
وأكد الناشط الحقوقي اللبناني محمد صبلوح أن اللاجئين السوريين سيكونون الأكثر عرضة للخطر في حال اندلاع حرب واسعة النطاق في لبنان، موضحاً أنهم سيواجهون أخطار جسيمة على سلامتهم وأمنهم، مما قد يجبرهم على النزوح مرة أخرى داخل لبنان بحثاً عن مناطق آمنة، ما سيزيد من الضغط على المجتمعات اللبنانية التي تعاني بالفعل من نقص الموارد وتردي الخدمات.
تأتي هذه التحذيرات في وقت يواجه فيه اللاجئون السوريون في لبنان حملات عنصرية منظمة من قبل حكومة تصريف الأعمال وأطراف محسوبة على نظام الأسد، تستهدف إعادة اللاجئين قسراً إلى سوريا وسط عمليات ابتزاز وتضييق ممنهجة في عدة مناطق.
كشف وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي أن البلاد تضم 600 ألف سوري حاصلين على إقامة شرعية، مشيراً إلى أن مفوضية اللاجئين زودت الأمن العام بقوائم غير مكتملة تضم أكثر من مليون شخص. وأوضح مولوي في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط أن 32% من المساجين في لبنان هم سوريون، واصفاً جرائمهم بأنها "غريبة على المجتمع اللبناني". وأعرب عن عدم ثقة الوزارة بالمعلومات التي قدمتها المفوضية، داعياً إلى إجراء إحصاء دقيق للاجئين السوريين في البلاد.
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه لبنان تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة، تُعزى جزئياً إلى وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب في وطنهم منذ عام 2011. ولا تزال قضية اللاجئين السوريين مصدر نقاش رئيسي في لبنان، مع مطالب متزايدة لضبط الحدود وضمان عودة اللاجئين إلى بلادهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.
في ظل هذه التحديات المتصاعدة، من الضروري أن تتخذ الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي إجراءات فورية لحماية اللاجئين السوريين وضمان حقوقهم الإنسانية. على الجميع أن يعملوا معاً لتخفيف معاناتهم وتقديم الدعم اللازم لهم، بدلاً من استغلالهم كأدوات سياسية في صراعات لا ذنب لهم فيها.