النظام السوري يشدد قبضته على شبان دمشق: مداهمات واعتقالات للتجنيد الإجباري
يعيش معظم الشباب في ريف دمشق تحت وطأة معاناة مستمرة تُعكر صفو حياتهم وتملأ مستقبلهم بالقلق والتوتر. فقد كثّف النظام السوري مؤخراً من دورياته في المنطقة، بحثاً عن المطلوبين للخدمة العسكرية.
حسام، 24 عامًا، أحد هؤلاء الشباب، يعيش في منطقة "جديدة البلد" بريف دمشق. يخشى الخروج من منزله وكذلك البقاء فيه، مما يجعله يعيش في حالة دائمة من الخوف والتوتر. يقول حسام: "أنا مختبئ منذ أربع سنوات، وأتنقل بين منازل أقاربي لتجنب المداهمات."
الشرطة العسكرية زادت من دورياتها ونشرت العديد من الحواجز الطيّارة في دمشق وريفها بهدف اعتقال الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية. محمد، شاب من دوما، يعيش في قلق مستمر من احتمالية توقيفه عند أي حاجز مفاجئ. يقول محمد: "أخشى الانخراط في جيش النظام بسبب المدة الطويلة للخدمة وإمكانية زجّي في معارك لا علاقة لي بها."
الشباب في داريا يعيشون ظروفاً مشابهة، حيث يتناقل السكان أخبار الحواجز الطيّارة والدوريات الليلية. أمجد، 23 عامًا، يحاول السفر إلى لبنان لكن الدوريات المكثفة تمنعه. يقول: "ما يجبرك على المر إلا الأمر منه."
رغم عدم تنفيذ مداهمات في داريا ومناطق أخرى في ريف دمشق، إلا أن هذه الخطوة محتملة جداً مع حدوثها في مناطق أخرى مثل جديدة البلد وكفرسوسة. هذه الملاحقات تأتي بعد إلغاء النظام استدعاء الضباط الاحتياطيين وإنهاء الاحتفاظ بصف الضباط والأفراد الاحتياطيين الذين قضوا 6 سنوات وأكثر في الخدمة حتى 31 أيار 2024.
تسببت الاعتقالات وكثافة الدوريات في توقف العديد من الشباب عن العمل، مما أدى إلى وقوعهم في فخ البطالة. محمود وعبد الله، شقيقان يعيلان عائلتهما، توقّفا عن الذهاب إلى العمل بسبب الخوف من الاعتقال.
لا يمكن تقدير حجم الشباب المتخلفين عن الخدمة، لكن الأرقام تتجاوز المئات ومن المتوقع أن تزداد في ظل غياب الحلول واستمرار عمليات ترحيل اللاجئين السوريين من الدول المجاورة مثل لبنان وتركيا.
الأمهات مثل "أم كرم" يعيشون في قلق دائم على أولادهم المتخلفين عن الخدمة العسكرية. تقول أم كرم: "الطريق إلى الشمال السوري خطر، والاعتقال محتمل في أي لحظة."