وقفة تضامنية في إدلب لدعم غزة بعد "مجزرة الخيام"
نظم العشرات من الشباب السوريين في ساحة غزة بإدلب وقفة احتجاجية تضامناً مع أهالي قطاع غزة، عقب ما وصف بمجزرة الخيام التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوبي القطاع.
ووثقت وزارة الصحة في غزة مقتل 45 مدنياً، معظمهم من الأطفال والنساء، نتيجة القصف على مخيمات النازحين في رفح. هذه المشاهد المؤلمة أثّرت بعمق في نفوس السوريين، مسترجعين ذكريات المجازر التي ارتكبها النظام السوري.
استنكر السوريون الهجمات الإسرائيلية على مخيمات النساء والأطفال، مما دفعهم للخروج في مظاهرات غاضبة تندد بجرائم الاحتلال. أوضح أحد المنظمين للوقفة، أسامة الزعيم، لموقع تلفزيون سوريا: "خرجنا لنصرة أهل غزة وتنديداً بجرائم الاحتلال ضد أهلنا في رفح وقصف المخيمات. نحن نشعر بمعاناتهم من استهداف الاحتلال للمخيمات وقتل الأطفال والنساء والأبرياء".
أضاف: "من ذاق الألم هو أكثر من يشعر به، هذه المظاهرة هي كل ما نستطيع فعله في مناطق شمال غربي سوريا، ولو كان هناك طريق مفتوح إلى غزة لكنا درعهم وأول من يدعمهم".
رغم عدم التخطيط المسبق لهذه المظاهرات، فإنها تجذب العديد من السوريين المتضامنين مع القضية الفلسطينية والمتأثرين بأحداث غزة. تُعبر هذه الوقفات عن مشاعر السوريين تجاه الفلسطينيين فقط، وفقاً للزعيم، الذي أشار إلى أن الأحداث الأخيرة في فلسطين كشفت عن مواقف الغرب الحقيقية.
من جانبه، أعرب الصحفي السوري علي الدالاتي عن غضبه من الخذلان المتكرر للسوريين وأهالي غزة، قائلاً: "أصبحت أخاف من رؤية المشاهد التي تُوثق في رفح، لأنها تجدد ذكرياتنا في سوريا وتجدد شعور الذعر والألم الذي عشناه".
يتساءل السوريون عن شرعية القتل في سوريا وفلسطين فقط، بينما يُحرم في قوانين ودساتير الدول الغربية. ويشير المهجر من غوطة دمشق إلى إدلب، مياس الأحمد، إلى أن هذه المشاهد ستظل حاضرة في ذاكرة السوريين.
يواصل النظام السوري تهديد إسرائيل بالرد والقصف، دون تنفيذ أي من وعوده للفلسطينيين. وبرأي مياس، "الجهة التي تريد المناصرة أو الرد لا تعلن خططها على الملأ. سمعنا تهديدات النظام السوري لعقود دون فعل، باستثناء تسليم جبل الشيخ والمناطق الأخرى للاحتلال الإسرائيلي".
لم يعد المتظاهرون السوريون يوجهون رسائلهم للحكام والأنظمة، بل أصبحت موجهة للشعوب العربية بعد فقدان الأمل بالحكام. وجه المتظاهرون في إدلب رسالة عتب خاصة للشعب المصري، مطالبين بفتح الحدود ومقاومة الجيش الإسرائيلي، معتبرين أن الحل الوحيد المتبقي هو تحرك الشعب المصري لدعم أهالي غزة.
على المجتمع الدولي والشعوب العربية التحرك الفوري لدعم أهالي غزة ووقف الجرائم الإسرائيلية المستمرة. لا يمكن للإنسانية أن تبقى صامتة أمام هذه المجازر، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم لإنقاذ الأرواح البريئة وإيقاف العدوان.