“سأقتل نفسي عند وصولي”: طالب لجوء سوري يخشى ألا تكون رواندا آمنة
يتجسّد الخوف واليأس بين صفوف اللاجئين في المملكة المتحدة، حيث يواجه العديد منهم مصيرًا مجهولًا يهدد بتهديدهم بالحياة نفسها. يعيش خالد، الذي لا يزال يحمل اسمًا مستعارًا، في حالة من الرهبة في مركز كولنبروك للهجرة، في انتظار إمكانية ترحيله إلى رواندا، بلد يتجلى في ذهنه على هيئة مكان لا يُعتبر آمنًا بالنسبة له.
تحاورت صحيفة الغارديان مع خالد، حيث شارك تجربته القاسية ومخاوفه المستمرة. وصل إلى المملكة المتحدة في يونيو 2022، ومعه قصة حزن ممتدة من التعذيب والسجن في بلاده الأصلية سوريا، وفي ليبيا أيضًا. يتحدث عن العذاب الذي عاشه وعاشه زملاؤه في الحبس، حيث يعانون من جراح نفسية عميقة بسبب ما مروا به.
المخاوف المستمرة من المستقبل تتجسّد في وجه خالد وبين زملائه. فمع الأخبار عن إمكانية الترحيل إلى رواندا، تتعاظم مخاوفهم وتتزايد قسوة الظروف التي يعيشونها. يعبر خالد عن هذه المخاوف بكلمات ترتسم بحزن ويأس، حيث يقول: "ما يهم طالبي اللجوء هو أن يكونوا آمنين. لن أكون آمنًا في رواندا. إذا تمكنوا من إرسالي إلى هناك فسوف أقتل نفسي عند وصولي إلى ذلك البلد".
وكما لا يخلو قصة خالد من الألم، فإن قصة اللاجئ السوداني الآخر، الذي يخشى الكشف عن هويته، تلامس أوجاعا مماثلة. فهو فرّ من دارفور ليجد نفسه محاصرًا في دوامة الهجرة غير الشرعية والمعاناة.
تحمل تلك القصص والشهادات والتجارب دلالات قاسية على واقع طالبي اللجوء في المملكة المتحدة، حيث يواجهون لحظات من اليأس والرهبة، وسط ظروف لا تُحسد عليها. يصبح الأمل هشًا وضعيفًا أمام تهديدات الترحيل، ويتحوّل البحث عن الأمان إلى معركة شاقة ومرهقة.