أضرار واسعة في شمال غربي سوريا إثر عاصفة مطرية قوية
تتجدد معاناة سكان الشمال السوري مع كل هطول مطري، حيث أكدت منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، عن تزايد الاحتياجات الإنسانية في منطقة تعيش واقعاً كارثياً منذ أكثر من 13 عاماً، تفاقم بفعل الزلزال المدمر الأخير.
في يوم الأربعاء، 1 مايو، ضربت عاصفة مطرية غزيرة مناطق شمال غربي سوريا، ما أدى إلى سيول جارفة ألحقت أضراراً كبيرة بأكثر من 10 مخيمات للمهجرين والمنكوبين جراء الزلزال، إلى جانب تضرر عدد من القرى والبلدات. تعددت الأضرار ما بين خسائر في الخيم والمساكن المؤقتة والمحاصيل الزراعية الاستراتيجية كالقمح والشعير والكمون، التي تشكل مصدر رزق أساسي للسكان.
استجابت فرق "الخوذ البيضاء" بفعالية، حيث تدخلت لإغاثة المخيمات المتضررة، فتحت قنوات لتصريف مياه الأمطار، وأعادت فتح الطرق التي أغلقتها السيول. الفرق تواصل عملها حتى اللحظات الأخيرة من الليل، محاولة تخفيف الضرر الواقع على المدنيين ومساعدتهم على مواجهة هذه الكارثة.
تشير المنظمة إلى أن الوضع الإنساني في المخيمات يعاني أصلاً من هشاشة بالغة نظراً لضعف الخدمات الصحية وغياب شبكات الصرف الصحي، مما يزيد من تعقيد تأثيرات العواصف الجوية والأمطار الغزيرة.
في هذا السياق، تؤكد الخوذ البيضاء على أن المأساة التي يعيشها المهجرون لن تحل بمجرد تقديم الخدمات أو بناء مخيمات إسمنتية، إذ أن معاناتهم تتعدى السكن المؤقت. يُعتبر الحل الجذري والوحيد هو توفير الأمان للمدنيين ليتمكنوا من العودة إلى مساكنهم، ومن ثم تقل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي.
في ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري أن تتخذ المجتمعات الدولية والجهات المعنية خطوات فعلية نحو حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 لضمان عودة آمنة للمهجرين. إن الدعوة إلى الفعل ليست مجرد نداء للتعاطف، بل هي ضرورة لإنهاء معاناة مستمرة ولتحقيق الاستقرار والسلام الذي طال انتظاره.