وداعًا لرائد الفضاء السوري محمد فارس: البطل الوطني وداعم الحراك الشعبي
توفي اللواء محمد فارس، الرائد الفضائي السوري والمعارض البارز، يوم الجمعة 19 نيسان 2024، في مدينة غازي عنتاب التركية، بعد معاناة طويلة مع المرض. قضى فارس، الذي يُعرف بلقب "آرمسترونغ العرب"، سنواته الأخيرة في تركيا كلاجئ، متخذًا مواقف جريئة ضد النظام السوري ومساندًا الحراك الشعبي.
في عام 1987، تاريخ سيذكره التاريخ، كان فارس أول سوري يطأ قدمه محطة الفضاء الدولية "مير"، بالتعاون مع الاتحاد السوفييتي. إلى جانب زميليه السوفييتيين أليكساندر فيكتورينكو وأليكسندر أليكسدروف، أجرى العديد من التجارب في مجالات الطب ومعالجة المواد خلال بعثته التي استغرقت قرابة ثمانية أيام في الفضاء.
عند عودته، استقبله الاتحاد السوفييتي بأعلى الأوسمة، وسام لينين، تكريمًا لإنجازاته الفضائية. وفي سوريا، حظي فارس بتقدير كبير، حيث سميت عدة مدارس وشوارع ومطارات باسمه. بعد اندلاع الحراك الشعبي عام 2011، اختار فارس الوقوف إلى جانب الشعب السوري، مما دفعه إلى مغادرة البلاد والاستقرار في تركيا، حيث حصل على الجنسية التركية تكريمًا لمواقفه.
كانت مشاركته في الفعاليات المناصرة للثورة السورية ودوره التعليمي في الجامعات التركية واضحة، حيث شارك في تعزيز الوعي وتقديم العلم للأجيال الجديدة، كما في افتتاح المعرض العلمي للأطفال في مدينة غازي عينتاب عام 2019.
توديع اللواء محمد فارس ليس فقداناً لرائد فضاء وحسب، بل رمزًا للشجاعة والإصرار على مبادئ الحرية والكرامة. ويدعو رحيله الأمة للاقتداء بروحه النضالية والعلمية، لبناء مستقبل أفضل للشباب العربي في العلم والحرية.