لأول مرة منذ أكثر من عقد، أعلنت وزارة الأوقاف في سوريا، التابعة لحكومة الأسد، عن فتح باب التسجيل لموسم الحج لعام 2024، مما يمثل تطورًا كبيرًا في ملف الحج السوري الذي كان محور خلاف بين الحكومة السورية والمعارضة. يأتي هذا الإعلان في وقت حاسم، مع استعادة العلاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية، ويشير إلى تحول محتمل في الديناميكيات الإقليمية.

وفقًا للبيانات الصادرة، سيكون باب التسجيل مفتوحًا من 1 إلى 9 نيسان، من خلال المنصات الإلكترونية والمراكز المخصصة. الأخبار المتداولة تفيد بأن سوريا وقعت عقود الحج مع وزارة الحج السعودية، مخصصة ما يقارب 15500 مقعد لحجاج مناطق سيطرة الحكومة مقابل 5000 للمناطق التي تشرف عليها المعارضة وتركيا، مع العلم أن هذه المعلومات لم تحظ بتأكيد رسمي.

الجدل حول من يجب أن يشرف على ترتيبات الحج السوري استمر لسنوات، مع ادعاء كل من الحكومة والمعارضة الحق في هذا الدور. السعودية، التي استضافت المفاوضات والمباحثات حول هذا الموضوع، لعبت دورًا محوريًا في تسهيل هذه العملية.

يأتي هذا التطور في أعقاب تصريحات من مسؤولين في كلا البلدين تعكس رغبة مشتركة في تحسين العلاقات والتعاون المستقبلي. وقد أشاد سفير نظام الأسد لدى السعودية، أيمن سوسان، بالإجراءات اللوجستية المتخذة والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين كخطوة نحو تعزيز العلاقات.

من جهتها، أكدت "لجنة الحج العليا السورية" التابعة للمعارضة، متابعتها للمفاوضات مع السعودية لضمان استمرارها في تقديم الخدمات للحجاج السوريين. هذه اللجنة، التي أدارت ملف الحج منذ 2013، حققت إنجازات كبيرة في تنظيم الحج، مما يعكس كفاءتها وتميزها.