تواصل الاحتجاجات في شمالي سوريا: مطالبات بالعدالة ومحاسبة الجولاني
للشهر الثاني على التوالي، تستمر الاحتجاجات في عدة مناطق بشمالي سوريا، حيث تشهد مدن وبلدات إدلب وريف حلب الغربي تجمعات شعبية كبيرة. المتظاهرون يرفعون أصواتهم مطالبين بمحاكمة أبو محمد الجولاني، زعيم "هيئة تحرير الشام"، وسط دعوات لإسقاطه وإجراء إصلاحات جذرية.
وفقاً لتقارير من مصادر محلية، فإن المظاهرات انتشرت في أرجاء متفرقة من المنطقة، شاملة إدلب، سرمدا، بنش، حزانو، جسر الشغور، طعوم، أريحا، كفر تخاريم، ومعرة مصرين. مظاهرات مماثلة شهدتها أيضاً مدن دارة عزة، الأتارب، وأبين سمعان في ريف حلب الغربي.
في قلب إدلب، لوح المحتجون بلافتات تدعو إلى "تبييض السجون" والإفراج عن المعتقلين، بالإضافة إلى المطالبة بإنشاء "شورى حقيقية" لإدارة الشؤون المحلية. يؤكد المتظاهرون على سلمية الحراك، نافين الادعاءات بأن الاحتجاجات تستهدف المقاتلين على خطوط الجبهة، مشددين على أن "المجاهدين إخواننا وأبناؤنا".
تأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب تقارير عن انتهاكات ضد المعتقلين، وقد انطلقت شرارتها عقب وفاة شاب تحت التعذيب في سجون الهيئة. المطالب توسعت لتشمل إسقاط الجولاني والإصلاحات الشاملة في الجهاز الأمني والإداري.
رداً على الاحتجاجات، قامت "هيئة تحرير الشام" و"حكومة الإنقاذ" بالإعلان عن عفو عام تحت شروط محددة، إلا أن هذه الإجراءات لم تلق قبولاً من الناشطين والمتظاهرين، الذين يرونها خطوات رمزية لا تعالج جذور المشكلات.
تقف مناطق شمالي سوريا اليوم على مفترق طرق، حيث يطالب سكانها بحقوقهم في العدالة والإصلاح. يؤكد استمرار الاحتجاجات على الحاجة الماسة لتحقيق الإصلاحات والشفافية في الإدارة والعدالة.