عيد النيروز.. احتفال حوله نظام الأسد إلى شلال من الدماء لدى الأكراد السوريين.
يمثل عيد النيروز، الذي يحل في 21 مارس من كل عام، لحظة تجديد وأمل للعديد من الثقافات حول العالم. ولكن، للأكراد في سوريا، يحمل هذا العيد ذكريات مؤلمة عن قمع وظلم تعرضوا له تحت حكم نظام الأسد. الاحتفالات التي كانت تعبر عن الفرح والأمل تحولت إلى أحداث دامية بفعل تدخل الأجهزة الأمنية. اقرأ المقالة لمعرفة المزيد عن معاناة الأكراد السوريين وكيف طغى النضال على احتفالاتهم بالنيروز.
النيروز، الذي يعني "اليوم الجديد" باللغتين الفارسية والكردية، لا يمثل فقط بداية السنة الجديدة لدى الأكراد والفرس والبشتون والآذريين وغيرهم، بل يعد كذلك عطلة رسمية في عدة دول مثل إيران، العراق، قرغيزستان، وأذربيجان، إضافة إلى احتفالات مماثلة في مناطق واسعة حول العالم.
تتجاوز احتفالات النيروز الطابع الثقافي لتأخذ أبعاداً قومية وسياسية، خصوصاً لدى الأكراد، حيث شكل العيد في العقود الأخيرة محوراً للصدام مع أجهزة الأمن والمخابرات في سوريا، إيران، والعراق. رغم القيود، يستمر الأكراد في الاحتفال بالنيروز كرمز للنضال والهوية القومية، خصوصاً في مناطق مثل القامشلي وحلب، حيث شهدت سوريا تحت حكم كل من حافظ الأسد وابنه بشار، أحداثاً دامية مرتبطة بالاحتفالات.
في مواجهة محاولات القمع، شكّل النيروز للأكراد وسيلة للتعبير عن الثبات والمقاومة، حيث أدت الاحتجاجات الكردية في الثمانينات إلى اعتراف ضمني بالعيد، من خلال إعلان 21 مارس عطلة رسمية بمناسبة عيد الأم، في محاولة لتجاوز الدلالات القومية للنيروز.
رغم العقبات، يظل النيروز شاهداً على قوة التراث الثقافي والقومي في مواجهة التحديات، مؤكداً على الأمل والتجديد والوحدة بين الشعوب. يدعو هذا الاحتفال العالمي إلى التأمل في قيم التجدد، السلام، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والأمم.