منظمة اليونيسف تطلق صرخة الإنذار: 7.5 ملايين طفل سوري يواجهون أزمة إنسانية غير مسبوقة
في بيان لافت بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة للثورة السورية، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن الأزمة الإنسانية في سوريا تصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يحتاج ما يقارب 7.5 ملايين طفل سوري إلى مساعدات إنسانية بشكل عاجل وضروري، بزيادة تبلغ 150 ألف طفل في السنوات الأربع الماضية وحدها.
وفي ظل هذه الأرقام المدمرة، يعاني أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن، مما يعرضهم لمخاطر صحية ونمو غير طبيعي. وتحذر منظمة اليونيسف من تداعيات هذا الوضع على مستقبل هؤلاء الأطفال، مؤكدة أن التغذية السليمة أساسية لتطورهم البدني والعقلي، ومن ثم قدرتهم على التعلم والاندماج في المجتمع.
وتشير التقارير إلى أن العوامل المتعددة كالنزوح المستمر، والأزمة الاقتصادية العميقة، وتفاقم الفقر، وانتشار الأمراض، والكوارث الطبيعية قد تركت أثراً كبيراً على حياة الأطفال السوريين. وأظهرت دراسات حديثة تفاقم الصدمات النفسية لدى هؤلاء الأطفال، حيث يعاني نحو ثلثي الأطفال في بعض المناطق من صدمات نفسية شديدة بسبب الأحداث القاسية التي شهدوها.
وفيما يتجه العالم نحو نسيان معاناة الشعب السوري، تصعب الظروف على الأطفال في البلاد من الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية الأساسية. وتحث منظمة اليونيسف على ضرورة توفير الدعم اللازم لهؤلاء الأطفال، وتوفير البيئة الملائمة لنموهم الصحي والتعليمي، بالإضافة إلى وضع حلول سلمية للأزمة السورية بشكل عام.
من جانبها، تشير التقارير الحديثة لـ"الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى تصاعد أعداد الضحايا في الصراع السوري، حيث بلغ عدد المدنيين الذين فقدوا حياتهم 231,278، مع آلاف الأشخاص المفقودين قسرياً والمعتقلين تعسفياً.
على الرغم من مضي ثلاثة عشر عامًا على انطلاق الحراك السلمي في سوريا، فإن الشعب السوري ما زال يصارع من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية. وبينما يحتفل البعض بالأمان والاستقرار، يظل الأطفال في سوريا يعيشون في ظل ظروف قاسية ومأساوية.
في ختام المقال، تبقى الدعوة إلى عمل فعّال وعاجل لمساعدة الأطفال السوريين وإنقاذ مستقبلهم، وذلك عبر تقديم الدعم الإنساني والمساعدات الضرورية، بالإضافة إلى دعم جهود السلام لإنهاء الصراع في سوريا وإحلال الاستقرار والأمان للشعب السوري الشجاع.