عمر الشكال.. لاجئ سوري تبنّى مساعدة اللاجئين الأوكرانيين
يحاول عمر الشكال مساعدة اللاجئين الأوكرانيين على الحدود الرومانية- الأوكرانية، انطلاقًا من شعوره بمعاناتهم عندما عاصر فترة الاحتجاجات الشعبية في سوريا، وهجمات قوات النظام السوري على المحتجين، لتبدأ موجات اللجوء إلى خارج سوريا بحثًا عن الأمان.
بدأت رحلة اللجوء الخاصة بالشكال، صاحب الـ28 عامًا من أبناء محافظة دير الزور، في عام 2013 بعد عدة فترات قضاها رهن الاعتقال في سوريا، إلى جانب عدد كبير من الأشخاص الذين انضموا إلى الاحتجاجات ضد رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وبعد أن تلقى إصابة جراء انفجار حدث بالقرب منه وهو يحاول نقل المصابين إلى المستشفى، بقى على إثرها طريح الفراش لمدة طويلة، سافر إلى تركيا في 2014، لاستكمال المعالجة الفيزيائية.
بعد إقامة قصيرة المدة في تركيا، قرر الشكال مع اثنين من أصدقائه التوجه إلى اليونان، البوابة إلى الاتحاد الأوروبي، حيث كان يحلم ببدء حياة جديدة، وبعد وصوله تقدم بطلب اللجوء، ليذهب إلى ألمانيا فور حصوله على الموافقة.
“لاجئون من أجل اللاجئين”
في عام 2015، ومع بدء موجات اللجوء إلى أوروبا من الأراضي التركية، عاد الشكال إلى اليونان لمساعدة اللاجئين الآخرين القادمين، بعد أن رأى حجم المعاناة والاحتياجات الإنسانية هناك، وتطوع مع عدة منظمات خيرية.
وفي عام 2017، أسس الشكال جمعية “لاجئون من أجل اللاجئين” (Refugee4Refugees) في جزيرة ليسبوس اليونانية، بسبب الأوضاع الإنسانية المتردية ذاك الوقت.
وجاءت فكرة الجمعية عندما لاحظ الشكال وجود عدد من المتطوعين الأجانب من أصول مختلفة كانوا لاجئين فيما مضى، وأرادوا مساعدة اللاجئين الجدد على تجاوز صعوبات اللجوء، بحسب الشكال.
وقال الشكال لعنب بلدي، “أكثر ما تتميز به المنظمة، أن كل أعضائها من اللاجئين، ما يجعل الأعضاء أكثر فهمًا وإحساسًا بمعاناة اللاجئين واحتياجاتهم، ويُعطي دافعًا أكبر لمساعدتهم”.
شملت نشاطات الجمعية مساعدة حالات الطوارئ الإغاثية، وبعد انتشار المخيمات بدأت الجمعية بمشاريع التنمية المستدامة، مثل دورات الحرف المهنية، ودورات تعليم اللغات الإنجليزية واليونانية، بحسب الشكال.
وتعرف الجمعية عن نفسها في موقعها الرسمي، أنها تهدف إلى تقديم دعم مستدام ومساعدة إنسانية واستجابة طارئة للاجئين من جميع الجنسيات الذين يصلون إلى شواطئ اليونان طالبين اللجوء في أوروبا.
اللاجئ السوري يساند الأوكراني
في الشهر الماضي، متأثرًا بالأزمة الإنسانية التي ظهرت في أوكرانيا، قرر الشكال التوجه إلى الحدود الأوكرانية- الرومانية، حيث عبر أكثر من 570 ألف شخص الحدود منذ 24 من شباط الماضي، معظمهم من النساء والأطفال، حسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
استأجرت جمعية الشكال فندقًا صغيرًا قرب الحدود لاستقبال ما يقارب 100 لاجئ، وتقديم المساعدات الإنسانية كتأمين الطعام والمأوى، وتعمل على تهيئة موقع جديد لاستقبال اللاجئين، ومطبخ متنقل.
ذكر الشكال الصعوبات التي تواجه الجمعية في تأمين الدعم اللازم لعملها الإغاثي، إذ اضطرت الجمعية لتوقيف نشاطاتها في اليونان حتى تكون قادرة على متابعة عملها الحالي.
ووصف الشكال الوضع الإنساني على الحدود الأوكرانية بـ”السيئ للغاية”، لكنه عبّر أيضًا عن استيائه من التمييز في معاملة اللاجئين الأوكرانيين من قبل السلطات الأوروبية حاليًا، وما شهده من معاملة سيئة للاجئين في اليونان.
وختم الشكال حديثه مع عنب بلدي بقوله، “أحاول تغيير الصورة السيئة عن السوريين، فهم مشاركون بالأعمال الإغاثية ونابذون للعنف، بعد انتشار تقارير بإرسال مقاتلين من سوريا للمشاركة في الحرب الروسية”.