"مراسلون بلا حدود": الصحفيون في سوريا يئنون تحت أهوال الحرب
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن الصحفيين في سوريا "معرضون للخطر بشكل مهول، وهم الذين يجازفون بحياتهم من أجل التموضع في الصفوف الأمامية لتغطية العمليات العسكرية".
وبمناسبة إعلانها عن المؤشر العالمي لحرية الصحافة للعام 2021، صنّفت المنظمة، في تقريرها السنوي الذي صدر اليوم الثلاثاء، سوريا في المرتبة 173 من 180، بتقدم درجة واحدة عن العام الماضي، حيث جاءت في العام 2020 في المرتبة 174 من 180.
وذكرت "مراسلون بلا حدود" أن "بعض المناطق رأت فيها النور عبر منابر إعلامية حرة ومستقلة، على أيدي صحفيين مواطنين عقب الانتفاضة، لكن أغلب تلك المنابر عجزت عن الصمود".
وأوضحت المنظمة أنه "منذ عدة سنوات حاول عشرات الصحفيين الفرار من مناطق الغوطة ودرعا وإدلب، للنأي بأنفسهم عن حالة انعدام الأمن، وتقدم قوات نظام الأسد، خوفاً من اعتقالهم".
وأشارت إلى أن "الصحافة الحرة منعدمة في المناطق التي يسيطر عليها النظام (دمشق)، حيث تكتفي وسائل الإعلام بنقل الأنباء الصادرة عن وكالة الأنباء الرسمية، مما يعني أن لا صوت يعلو فوق صوت الخطاب الرسمي، حيث ينتقي النظام ثلة من الصحفيين للسماح لهم بتغطية المعارك برفقة عناصر جيشه".
ووفق المنظمة فإن "كل ما يشبه النقد أو ينطوي على معلومات حساسة، تترتب عليه أعمال انتقامية من قبل المخابرات، التي تتصرف على هواها دون حسيب ولا رقيب"، حيث احتجزت قوات النظام عشرات الصحفيين، فضلاً عن وفاة مئات الصحفيين بسبب التعذيب، ومعظمهم يجهل أقاربهم مصيرهم، ومن جهة أخرى، اختطف صحفيون آخرون من قبل مختلف الجماعات المسلحة، وعلى رأسها "تنظيم الدولة"، و"جيش الإسلام"، و"هيئة تحرير الشام".
الدول القمعية استخدمت جائحة "كورونا" لتقييد حرية الصحافة
وبحسب تقرير "مراسلون بلا حدود"، فإن 73 دولة من أصل 180 دولة شملها التقرير، تم حظر الصحافة المستقلة إلى حد كبير أو كلي، وفي 59 دولة أخرى، يتم إعاقتها بشكل خطير، كما أن حرية الصحافة مقيدة بشكل كبير على الأقل في ما يقرب من ثلاثة أرباع دول العالم.
ولم تصنف "مراسلون بلا حدود" سوى 12 دولة فقط أنها "جيدة" من حيث حرية الصحافة، وهو أقل عدد منذ بدء التصنيف. وجاءت النرويج وفنلندا والسويد على رأس القائمة، في حين لم يحدث تغيير يذكر بين الدول التي احتلت المرتبة الأدنى، بما في ذلك الصين وتركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا.
واتهمت المنظمة الدول القمعية بأنها أساءت استخدام وباء "كورونا" لتقييد حرية الصحافة، وانتقدت حقيقة أن العديد من الحكومات والقادة ينشرون معلومات مضللة حول الجائحة، وخلقوا مناخاً من العدوان وانعدام الثقة.
وأكدت أن الجائحة أدت إلى زيادة القمع في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنه تم اعتقال عاملين في مجال الإعلام لتغطيتهم تفشي الفيروس في دول من بينها الصين وفنزويلا وصربيا وكوسوفو.
300 صحفي قتيل في سوريا
وفي آذار الماضي، وثقت "مراسلون بلا حدود"، في تقرير لها بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية، مقتل ما لا يقل عن 300 من الصحفيين، المحترفين وغير المحترفين في سوريا، سواء بسبب وجودهم في بؤر تبادل إطلاق النار أو لاغتيالهم على أيدي طرف من أطراف النزاع في سياق تغطيتهم للأحداث الجارية على الميدان.
وقدَّرت المنظمة عدد الصحفيين المعتقلين والمحتجزين وأيضاً المختطفين بالمئات. وبحسب أرقام "المركز السوري للإعلام"، شريك "مراسلون بلا حدود" في البلاد، فقد اعتقل أكثر من 300 صحفي وخُطف ما يقرب من مئة منذ عام 2011، مشيرة إلى أن هذه التقديرات ما تزال قيد التحقق، لافتة إلى أن أرقام "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تشير إلى حصيلة أكبر.