صراع المعابر في سوريا.. هل تربح روسيا وتخسر واشنطن؟
مع تحول المسألة السورية إلى التدويل وغياب السوريين عن اتخاذ مصيرهم، باتت الدول الكبرى في حالة صراع وحرب باردة في سوريا، وتسعى كل من الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى لكسب هذه الحرب لصالح حليفه والدول المناصرة له.
ومع انطلاقة مؤتمر بروكسل للدول المانحة بشأن سوريا، بدا الصراع اقتصاديا على المعابر في سوريا، حيث تسعى روسيا جاهدة إلى تعويم نظام الأسد والتصريح بأن يقتصر عبور المساعدات على المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، مؤكدة أنها سوف تعمل على حصر دخول هذه المساعدات عبر دمشق.
وبحسب سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي فإن تدهور الوضع الإنساني في سوريا يتم رصده فقط، في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري، محملا الدول المحتلة والسلطات المحلية مسؤولية تدهور هذه الأوضاع، في إشارة إلى تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
فتح المعابر
على النقيض، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية الضغط لصالح استمرار آلية عمل مجلس الأمن الحالية، بل تسعى جاهدة أيضا لأجل فتح المعابر مجددا، لعبور المساعدات والدعم.
واليوم دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مجلس الأمن الدولي إلى فتح معبرين سبق إغلاقهما على الحدود السورية شمال غرب سوريا لإيصال المساعدات الإنسانية، وتمديد عمل معابر أخرى.
وأشار بلينكن خلال جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي حول سوريا برئاسة أمريكا، إلى ضرورة أن يتم تسليم المساعدات عبر نظام مبسط للإمدادات الإنسانية والطبية إلى سوريا من الدول المجاورة، وبشكل أساسي عبر الحدود مع تركيا". وأضاف أن "المعابر الحدودية سارية المفعول منذ يوليو 2014، ويتم تجديد هذه الآلية سنويا".
المعابر والنازحون
يحصل أهالي الشمال السوري على المساعدات الأممية عبر معبر وحيد هو معبر "باب الهوى"، وهو اليوم شريان النقل البري بين سوريا وتركيا، ويبعد عن مدينة إدلب حوالي 33 كيلومترا، ويقابله من الجانب التركي معبر "جيلفا جوزو" التابع لولاية هاتاي التركية.
ونتيجة الفيتو الروسي الصيني، أجبر مجلس الأمن على إغلاق معبر "باب السلامة" مع تركيا، واعتماد باب الهوى وحده فقط لنقل المساعدات لمدة عام كامل منذ 12 يوليو/تموز الماضي.
إغلاق باقي المعابر فاقم حالة الأهالي المدنيين في ريف حلب، حيث بات من العسير وصول المساعدات إليهم، وأصبحت آلاف الأسر مهددة بالجوع.
المصدر : بلدي نيوز