فراشات تتغذى على النباتات السامة جداً دون أن تتأثر
نور زيدان
تتغذى يرقات "يومايوس " على أسوأ أنواع الطعام وهو النباتات السامة، حيث أن الفراشات تستمد غذائها من النباتات "السيكادية" والتي تحتوي على مادة "السياجين" السامة والضارة بالكبد.
وجد هذا النوع من النباتات السامة منذ العصور القديمة إلا أنه لم يكتشف أحد أنه طوال تلك الأزمنة كان غذاء لأحد الكائنات الحية الفراشات حتى أمس، الأمر الذي دفع العلماء للتساؤل حول آلية تعايش اليرقات مع هذه النباتات السامة دون أن يلحق بها ضرر!!
تعدُّ فراشات "يومايوس أتالا" كبيرة الحجم نظرًا لامتلائها بالسموم، كما أنها فاتنة الجمال وذات ألوان طيفية وحتى يرقاته تتسم بجمالها وتميزها ولفتها للأنظار، حيث أنها تشكل في مجموعات حول بعضها لتشع ألواناً حمراء وذهبية جميلة جداً وذلك خلال عملية الحصول على الغذاء من نباتات السيكادية، وتعتبر هذه الصفات الجمالية وسيلة اليرقات للدفاع عن نفسها إذ أنها تستخدمها كإشارات تحذيرية بأنها وجبة سامة للمفترسات، فهي لا تمتلك أي وسيلة أخرى للدفاع عن نفسها كالمخالب والأسنان الحادة، بحسب بيان صحفي صدر عن موقع "يوريك ألرت".
فراشات مشابهة :
تنتشر الفراشات ذات الخطوط الشعرية على نطاق واسع في أميركا الشمالية والجنوبية، وهي فراشات صغيرة جدا ومراوغة، وعادة ما تتخفى يرقاتها -التي تأكل نباتات مزهرة متنوعة- بشكل جيد دون أن تجتمع في مجموعات.
ولاحظ العلماء أن قدرة يرقات "يومايوس" على أكل النباتات "السيكادية" السامة كانت صفة مكتسبة حديثا.
وهو الأمر الذي أحدث تغيراً سريعا في تطورها جعلها تكتسب بعض الصفات الحديثة التي تميزها عن الفراشات ذوات الخطوط الشعرية.
ولاحظ العلماء، أن فراشات يومايوس قد طوّرت جينات ترتبط بإنتاج بروتينات أساسية ومهمة لبقائها وتعايشها مع هذه السموم، إذ أنهم وجدوا زيادة في البروتينات المسؤولة عن تكوين خلايا جديدة وأخرى تتخلص من بقايا الخلايا الميتة، وهي البروتينات المطلوبة ليستطيع أي كائن التخلص من السموم الموجودة داخل نباتات "السيكادية".