أردوغان يطلق حملة لإغاثة أهالي إدلب
تستمر معاناة مئات الآلاف من المدنيين على الحدود السورية التركية في ظل الهجمة التي تشنها روسيا والنظام على مدن وبلدات ريفي إدلب وحلب، وتقاعس العالم عن إغاثة هؤلاء وتأمين احتياجاتهم التي تعجز عنها المنظمات الإنسانية المحلية عن استيعابها.
وتعمل المنظمات التركية في الشمال السوري، على تقديم الدعم لعدد من المخيمات والمشاركة في حملات الإغاثة العاجلة للنازحين الجدد، إلا أن الكم الهائل من النازحين يحد من إمكانية توفير المساعدات بشكل كامل، ويحتاج لتضافر جهود دولية كبيرة لمواكبة أوضاع قرابة 4 مليون إنسان.
وفي الصدد، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إطلاق بلاده حملة جديدة لإغاثة نازحي إدلب، وذلك في تصريح خلال رحلة من العاصمة الألمانية برلين إلى تركيا، بعد مشاركته في مؤتمر دولي حول ليبيا.
وقال الرئيس التركي للصحفيين، إن بلاده ستشرع ببناء منازل مسبقة الصنع تتراوح مساحة كل واحد منها بين 20 و25 مترا مربعا قرب الحدود السورية التركية، لافتاً إلى أنّ إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، سيحشدان جهودهما في بناء هذه المنازل بأقصى سرعة.
ووعد أردوغان أن تركيا ستبذل كافة جهودها الممكنة من أجل بناء البنية التحتية لهذه المنازل، وتضعها في خدمة سكان إدلب، وشدّد على أن نازحي إدلب باتجاه الحدود التركية يفرون من الموت.
ولفت الرئيس التركي إلى معاناة سيدة سورية مع أطفالها في مخيم بدائي قرب الحدود السورية التركية في إدلب، وقال: "لقد جفت الدماء في عروقنا، عند مشاهدة تلك الأم مع أطفالها الستة كيف لنا أن نصف هؤلاء الأطفال بالإرهابيين؟".
وأضاف: "وصف هؤلاء الناس بالإرهابيين ناجم عن قصور في العقل"، كما تطرق الرئيس التركي الى عملية نبع السلام شمالي سوريا، وأوضح أن نجاح خطط ومشروع تركيا في المنطقة الواقعة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض سيحيلهما إلى منطقة سلام.
وعن مساعي تركيا الاستخباراتية، قال أردوغان رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، أدار العلاقات الاستخباراتية بنجاح مع نظرائه في روسيا وإيران وسوريا، وفيما إذا كانت الأزمة الإنسانية في إدلب ستشكل انكسارا في العلاقات التركية الروسية، قال أردوغان: "هناك روابط استراتجية تربط بين روسيا وتركيا".
وسبق أن كشفت جمعية "حجر صدقة" التركية، إنها شرعت ببناء مشروع سكني لإيواء الأسر النازحة في منطقة إدلب شمالي سوريا، وأوضح رئيس الجمعية، كمال أوزدال في حديث لـ وكالة أنباء تركيا، أن المساعي والجهود الإنسانية التي تبذلها الجمعية هي لمد يد العون للنازحين في إدلب.
ولفت إلى أن "المنطقة تشهد مأساة إنسانية ضخمة، وجمعية حجر صدقة التركية تواصل تقديم المساعدات الطارئة المنتظمة فيها لأجل حل مشكلة الإسكان التي تمثل أكبر مشكلة في المنطقة، وبدأت الجمعية ببناء مخيم يتكون من 300 خيمة، لاستيعاب نحو 1000 أسرة"، مؤكدا على مواصلة الجمعية جهودها في تقديم المساعدات الطارئة إلى المنطقة.
وسبق أن ناشد "منسقو الاستجابة" الجهات المحلية والدولية للعمل على الاستجابة لحركة النزوح الأخيرة، كما حذروا من إعاقة خروج النازحين من المنطقة والسماح بحرية الحركة للنازحين من كافة المناطق.
المصدر: الأناضول