رئيسة وزراء نيوزيلندا في طريقها إلى جائزة نوبل للسلام
وقع آلاف الأشخاص على عريضتين إلكترونيتين يطالبون فيهما بمنح رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا آرديرن (39 عامًا)، جائزة نوبل للسلام، وذلك تقديرًا لمواقفها الإنسانية بعد وقوع مجزرة المسجدين في نيوزيلندا.
وشارك نحو 37 ألف شخص بالتوقيع على العريضة الإلكترونية المتاحة على موقع “تشانج دوت أورج“، في حين جمعت العريضة الإلكترونية الثانية المتاحة على موقع “آفاز دوت أورج” بنسخته الفرنسية ما يزيد عن ثلاثة آلاف شخص، حتى لحظة إعداد المادة.
جاء ذلك بعدما خصّصت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، مقالةً تشرح فيها أسبابًا تدعو إلى ترشيح أرديرن لجائزة نوبل للسلام، وتلقّي الأخيرة لإشادة عالمية على خلفية تحركها السريع والحاسم في أعقاب الهجوم على مسجدين في “كرايست تشيرش”.
وشرحت الصحيفة الأسباب التي تؤهّل فيها أرديرن لجائزة نوبل كمسارعتها لإدانة الحادث ووصفها إياه بالهجوم الإرهابي، وتعتيمها على اسم القاتل والتركيز على الضحية.
كما دعمت الجالية المسلمة في أعقاب الحادث وغطت تكاليف الجنائز للضحايا المسلمين، ثم اتّباعها سياسة حاسمة تجاه قانون الأسلحة وحظره خلال أقل من أسبوع على مرور الحادث، لجانب ذكرها للقضية الفلسطينية عندما أدانت وقوع قتلى خلال الاحتجاجات على حدود غزة وغيرها الكثير.
وفي حال قبول ترشيح “أرديرن” لجائزة نوبل للسلام، فيجب الانتظار حتى عام 2020، وهو موعد إغلاق فترة الترشيحات المخصّصة لجوائز العام الحالي 2019.
وكان رد فعل رئيسة الوزراء النيوزيلندية عقب هجوم المسجدين الذي راح ضحيته 50 شخصًا، كان من بينهم لاجئ سوري وابنه، عند صلاة الجمعة 15 من آذار، لاقى صدىً واحترامًا كبيرًا في أنحاء العالم الذي شهد لها بمواقفها الإنسانية الداعمة للمسلمين واللاجئين دون النظر إلى خلفياتهم وأعراقهم.
ومن بين ردود الفعل إشادة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مقالته على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، طالب فيه القادة في الغرب بأن يحذو حذو أرديرن ويتعلّموا كيف تكون الزعامة والصدق والشجاعة، حسب وصفه.
وتضامنت أرديرن مع ضحايا الهجوم الذين كان أغلبهم من المهاجرين أو اللاجئين، بقولها إنهم “اختاروا نيوزيلندا لتكون بلادهم، إنها وطنهم. إنهم نحن. أما الشخص الذي ارتكب هذا العنف ضدنا ليس كذلك”.
كما عبرت عن احترامها للدين الإسلامي من خلال ارتدائها الحجاب عند ذهابها يوم الهجوم للقاء عائلات الضحايا وتقديم تعازيها، ودعت الإمام نظام الحق ثانوي لتلاوة آيات من القرآن قبل خطابها للبرلمان، والذي ابتدأته واختتمته بالتحية الإسلامية العربية.
من هي أرديرن؟
وولدت أرديرن في 26 من تموز 1980، في هاملتون بنيوزيلندا، وتخرجت من جامعة “وايكاتو” النيوزيلندية عام 2001 في السياسة والعلاقات العامة.
بدأت حياتها المهنية بالعمل كباحثة في مكتب رئيسة الوزراء هيلين كلارك. عملت لاحقاً في المملكة المتحدة كمستشارة سياسية لرئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، وتم انتخابها رئيسة للاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي في عام 2008، وشغلت المنصب لما يقارب العشر سنوات.
وشغلت منصب زعامة حزب العمل النيوزلندي منذ 1 من آب 2017 وكانت عضوًا في البرلمان إذ انتخبت لعضويته لأول مرة في الانتخابات العامة لعام 2008.
وفي 26 أكتوبر عام 2017، تولت أرديرن منصب رئيسة وزراء نيوزلندا الـ40، وهي أصغر رئيسة حكومة في العالم بعد أن تولت منصبها كرئيسة وزراء لنيوزلندا في سن 37.
أما عالميًا، فتعتبر أرديرن ثاني امرأة تنجب خلال شغلها لمنصب القيادة، بعد رئيسة الوزراء الباكستانية بوناظير بوتو.
وهي أول سياسية تجلب ابنتها، عندما لم تتجاوز ثلاثة أشهر من العمر، إلى الاجتماع العام للأمم المتحدة في أيلول من العام الماضي، ما يجعلها امرأة تستمر في تصدر المشهد أينما حلت.
2019-03-25
المصدر: عنب بلدي