بيان حول التحديات والمخاطر التي يواجهها العمل الإنساني وأهمية استمراره في شمال غرب سورية - كانون الثاني يناير 2019
في ظل التّطورات الأخيرة في منطقة شمال غرب سوريا وخاصة ما يحدث من تغييرات في السيطرة العسكرية وفرض بعض
الجهات المدنية سيطرتها على بعض المؤسسات المحلية بالقوة العسكرية فإن هذا يثير وبشكل كبير مخاوف من تأثر العمل
الإنساني بهذه التغييرات، وخاصة أنّ القطاع الإنساني كمؤسسات وأفراد كان عرضة لانتهاكات ممنهجة من عمليات خطف
واعتقال للكوادر واقتحام لبعض المرافق، بالإضافة إلى تأثر عمل بعض المرافق الانسانية نتيجة التوتر الأمني و العسكري
سواء بسبب وصول الاشتباكات لمحيط المرافق الإنسانية أو لانقطاع الطرقات مما عرقل وصول المستفيدين لعدد كبير من
المرافق لعدة أيام .
ومع الأخذ بعين الاعتبار النقص الكبير في سد احتياجات القطاع الإنساني في شمال غرب سوريا وخاصة الاستجابة الطارئة
لحركات النزوح التي حصلت على عدة موجات خلال عام 2018 ، والتي جعلت ما يقارب 40 % من سكان هذه المنطقة هم من
المهجرين، فإن استمرار وتعزيز الاستجابة الإنسانية وتقوية بنى الحكم المحلي وخاصة مدي ريات الصحة والتعليم وغيرها من
بنى الحكم المحلي وحمايتها وتحييدها عن أي صراع هو أمر أساس ي وضروري لتجنيب ما يزيد عن 3.5 مليون إنسان في شمال
غرب سورية كارثة إنسانية قد تحدث نتيجة لعوامل سياسية وعسكرية لا حيلة لهم فيها.
لقد عملت منظمات العمل الإنساني في سوريا بيد مع المنظمات المحلية والبنى الإدارية الموجودة
وحققت نجاحات كبيرة يدا
بعد يوم لتحسين وصول المساعدات
في سوريا خلال السنوات السبع الماضية في تشكيل آليات عمل شفافة تتطور يوما
الإنسانية وتبرعات المانحين للمستحقين دون تدخل الجهات السياسية والعسكرية رغم كل التحديات التي تواجهها. إن
على الاستمرار في العمل وتطوير آليات
استمرار التحديات التي نواجهها يوما بعد يوم يجعل هذه المؤسسات أكثر إصرارا
المراقبة لضمان سير العملية الإنسانية، حيث واجهنا خلال الأشهر الماضية عدة قرارات من المانحين لتقييد أو إيقاف المنح
Syrian Networks League SNL syrian.networks@gmail.com
الإنسانية عدا عن ازدياد هذه العقبات خلال الأيام العشرة الماضية وما زلنا نعمل على تحسين ظروف العمل لكي تصل
المساعدات لمستحقيها رغم هذه القيود والقرارات.
إنّ أي تغيير في السيطرة العسكرية وأي عمليات عسكرية تحدث في المنطقة وبغض النظر عن الجهة العسكرية التي تسيطر
يجب أن يأخذ بعين الاعتبار وبشكل كامل الحفاظ على حيادية العمل الإنساني وعدم تدخل أي سلطات عسكرية أو سياسية
في سير هذا العمل وفي المؤسسات والأفراد القائمين على إدارته.
إن المنظمات والمؤسسات الموقعة على هذا البيان تدعو:
. 1 جميع الجهات العسكرية والسياسية لتحييد العمل الإنساني كمؤسسات وخاصة المديريات والمجالس الخدمية
والعاملين فيها عن أي تجاذبات عسكرية أو سياسية في المنطقة وإن أي تدخل في سير العملية الإنسانية سيجعل هذه الجهات
تتحمل المسؤولية كاملة عن انقطاع العمل الإنسانية والنتائج الكارثية الناتجة عنه التي لا يمكن أن يتحملها أحد.
. 2 وكالات الأمم المتحدة المعنية بالاستجابة الإنسانية عامة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية خاصة للعمل مع كل
الجهات العسكرية والسياسية ومع الدول الراعية للعمل الإنساني لضمان استمرار العملية الإنسانية وتأمين المساعدات
اللازمة لأي استجابة طارئة وتحييد المؤسسات الإنسانية من منظمات ومديريات وبنى محلية عن أي صراع وتجنيب المنطقة
أي تصعيد عسكري يدفع ضريبته المدنيين وحدهم وخاصة المهجرين وغيرهم من الفئات المستضعفة في سوريا.
3 جميع الدول أصحاب النفوذ في المنطقة وخاصة مجموعة اسطنبول والدول الراعية لاتفاقيات خفض التصعيد
واتفاقية المنطقة العازلة للقيام بكل الجهود اللازمة لاحتواء الصراع المحتدم على السيطرة على شمال غرب سوريا عبر
الجهود السياسية.
4 المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا لبذل كل الجهود الممكنة لتمكين الحلول السياسية المنصفة على حساب أي
حلول عسكرية ووضع استمرار العملية الإنسانية وحماية المدنيين والعاملين الإنسانيين كأولويات غير قابلة للتفاوض
ملاحظة: للتعليق حول هذا البيان والتواصل من قبل الجهات الاعلامية يمكنكم التواصل معنا عبر الايميل التالي:
Ps: To comment on this statement and to communicate with the media, you can contact us by e-mail
coordinator@syrianna
المصدر: SNL Syrian networks League