كيف تصنع التوازن بين العمل والحفاظ على روحانيات رمضان؟
نقضي الكثير من الوقت قبل رمضان نتطلع إلى قدوم شهر الصيام، ولكن عندما يقترب أكثر يبدأ الخوف في التحرك داخلنا؛ ما يخلق الكثير من الصراع الداخل، فنحن ما بين اشتياقنا لشهر رمضان والقيود التي تفرض علينا خلال يوم صيامنا.
وهنا يأتي السؤال الملح، كيف تحافظ على تركيزك ووعيك خلال الصيام؟ وكيف تحافظ على الروحانيات في الوقت نفسه؟
إليك 7 طرق لإدارة شؤونك الروحانية في أثناء العمل في رمضان:
تخطيط وجبات الطعام:
أول شيء يجب فعله هو التفكير في ما ستأكله في السحور والفطور؛ فما تأكله له تأثير قوي جداً على مستويات الطاقة الخاصة بك، وبينما نحتاج إلى النسبة الصحيحة من الكربوهيدرات والبروتين والفاكهة والخضروات نحن بحاجة للتأكد من أننا لا نفرط في الكربوهيدرات.
عندما تتناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات فعلى الجسم أن يعمل بشكل أكثر صعوبة لمعالجتها؛ لذلك سوف ينتابك تشعر بالخمول والتعب. وهو أحد أهم العوامل الأساسية للشعور بالكسل عقب الإفطار، وعندما تشعر بالخمول في العمل؛ فتصبح أقل إنتاجية وأقل قدرة على القيام بعمل جيد.
خطة الإجازة السنوية:
ابذل قصارى جهدك للترتيب والاستعداد لحجز آخر 10 أيام في رمضان من أجل قضاء ذلك الوقت وتكرسيه للعبادة وفعل الخيرات. وبذلك سيتحسن شعورك ويهدأ ضميرك؛ حيث إنك تمكنت من الاستغلال الأمثل لتلك الأيام بدلاً من الشعور بالندم والذنب بانزلاق تلك الأيام، وما بها من خير من بين يديك.
وإن لم تسمح لك الظروف بالحصول على إجازة بالعشر الأواخر من رمضان، يمكنك أن ترفع من معدلات إنتاجك في الأيام التي تسبقها؛ حتى تتسنى لك الفرصة لقضاء معظم وقتك في العبادة بتلك الأيام.
اقضِ وقتاً أكبر مع القرآن:
هل تذكر آخر مرة قرأت فيها القرآن وقضيت وقتاً طويلاً في قراءته قبل شهر رمضان؟، استغل شهر رمضان في التركيز على قراءة القرآن: في أثناء رحلتك إلى العمل، وفي أثناء فترة الراحة، وفي أوقات الفراغ.
فقضاء ذلك الوقت في قراءة القرآن سيساعد على تنمية الأمر كعادة يومية يمكنها أن تستمر معك إلى ما بعد شهر رمضان، وسيكون هذا مكسباً كبيراً حققته خلال الشهر الكريم.
وقت الاستراحة في العمل:
كن مستغلاً جيداً لوقت الاستراحة الخاص بك في العمل، فيمكنك أن تستغل ذلك الوقت للخروج واستنشاق بعض الهواء النقي والاسترخاء، أو قضاء ذلك الوقت في أداء بعض الصلوات ، أو قراءة القرآن، أو استلقِّ واحصل على بعض القيلولة، وبالتأكيد هناك العديد من الأفكار الأخرى التي يمكن أن تستغل بها وقت الراحة بشكل إيجابي.
حاول أن تقوم بالتنويع بين تلك الأمور؛ حتى لا تصاب بالملل، فيمكنك مشاركة وقت الاستراحة مع أحد الأصدقاء بالتمشية معاً أو قراءة القرآن ومراجعة الآيات معاً؛ حتى تجعل هذا الوقت ممتعاً.
واجه صعوبات العمل بالصبر:
قُم بتدوين التحديات التي تواجهها في يوم العمل، وقم بالتخطيط ووضع الطرق للتعامل معها بكفاءة، فيما يلي بعض النصائح والحيل الممكنة للتغلب على التحديات بشكل منتج:
- حركة المرور المحبطة:
قم بتشغيل القرآن الكريم خلال رحلتك، أو استمع لبعض الأحاديث أو دروس الدين خلال الرحلة؛ حتى تقضي على الملل وتستغل الوقت بشكل إيجابي، كما يمكنك ترديد الأذكار.
- مضايقات العمل:
هناك العديد من الأشياء التي تتيح لنا الفرصة للتعلم والتفكير في العمل. فوقت الغداء كلنا نحبه لأننا سنأكل فيه؛ لذلك حاول أن تركز على المكافأة التي تتلقاها جراء الأعمال الجيدة حتى تبقى مستمراً في عمل الخير والالتزام بالهدوء والصبر.
تذكر أن الصيام هو عبادة بينك وبين الله؛ فهو الوحيد الذي يعلم درجة صيامك، وهو الوحيد الذي سيؤجرك على هذا الصوم؛ وهو ما سيدفعك لحسن التعامل مع الآخرين وتحمل المضايقات في انتظار الحصول على الأجر المناسب من الله.
- ضغط العمل:
احصل على فترة وجيزة من 5 إلى 10 دقائق للاسترخاء وقراءة القرآن، فلا تقتصر فوائد قراءة القرآن في الحصول على أجر فقط، بل تمتد إلى الاسترخاء والهدوء ويساهم في زيادة الإنتاجية بعد كسر روتين العمل.
أما بالنسبة للصلاة؛ فاجعلها عادة لجعل عملك يدور حول الصلاة، فامنح الصلاة أولوية بغض النظر عن العمل الذي تقوم به، بما لا يضر بمصالح الناس أو يتسبب في تضرر العمل.
التخطيط بعد العودة للمنزل:
إذا أردت أن تعظم استفادتك من الوقت سواء كان هذا الوقت ترغب في أن تقضيه في القيلولة أو الاسترخاء أو صلة الرحم بواسطة إجراء الاتصالات عبر الهاتف، فعليك أن تنظم وقتك وأن تعد جدولاً ليومك حتى تستفيد بشكل كبير من كل وقت.
الآن، إذا عدت إلى العمل من المنزل ولديك أطفال ومسؤوليات أخرى تنتظرك، فإن توصيتي هي أن تحصل على غفوة في رحلة العودة إلى المنزل من العمل.
إذا كان لديك الكثير لتقوم به عندما تعود إلى المنزل، فسوف نقترح أنه في فصل الصيف يكون الفجر مبكراً جداً، يمكنك قضاء وقت قصير بعد ذلك أو قراءة القرآن، ثم محاولة النوم مرة أخرى. واستيقظ متأخراً قدر المستطاع للاستعداد والذهاب إلى العمل.
خطط للنوم مباشرة بعد التراويح؛ وذلك للاستيقاظ نشيطاً لتناول السحور والتهجد (صلاة الليل). هناك الكثير من البركة في هذه الساعات المبكرة؛ لذا استغلها لإنهاء واجبك المنزلي وما إلى ذلك.
أهم طريقة للحفاظ على الروحانيات هي التركيز عليها. أنت تعلم أنك ستحصل على الأجر، وتعرف أنك ستجد صعوبة في تحقيق ذلك؛ لذا ركز على أن تكون هادئاً وحاضراً خلال كل صيام وتجديد النية كل يوم والحرص على أداء أفضل ما لديك كل يوم.