ما علاقة الحمض النووي DNA بالتقدم في السن!
أماني عبد العزيز
يحدث لجسم الإنسان مع مرور الوقت الكثير من التغيرات بسبب مؤثرات داخلية فيزيولوجية مثل : انقسام الخلايا والعمليات الحيوية والأيضية، ومؤثرات خارجية كالتعرض لاشعة الشمس UV واستنشاق الملوثات بالهواء ... كل ذلك يساهم في ظهور علامات تقدم السن ، و أيضاً زيادة احتمال تكوّن أورام سرطانية.
الكروموسوم والتقدم في السن :
وفي علم الجينات يوجد تركيب في الكروموسوم يسمى تيلومير (Telomere) يتواجد عند نهاية تركيبة DNA كما الغطاء اللدائني لخيط الحذاء، تركيبة DNA تتألف من العديد من الجينات الوراثية المتمثلة على كودونات ضمن القواعد النيتروجينية في نهاية هذه السلسلة يوجد تكرار من القواعد التي لا تعبر عن معلومات وراثية ولايمكن ترجمتها كباقي الجينات وهي مايسمى "Telomere".
ل Telomere أهمية في تركيبة DNA حيث يحمي هذه السلسلة من الأنزيمات، يحافظ على شكل وتركيبة الكروموسوم، وغيرها من الوظائف المهمة.
مع كل مرة تنقسم فيها خلايا الجسم يقل طول telomere وبمجرد وصوله إلى حد معين، تتوقف عملية الإنقسام ولا يسمح ذلك بتجدد الخلايا وبالتالي تقدم في السن.
حالات استثنائية:
يوجد استثناء في هذه العملية لدى الخلايا الجذعية stem cells والخلايا الجرثومية germ cells كخلايا طبيعية، والخلايا السرطانية cancer cells كخلايا مرضية ، حيث أن هذه الأنواع تمتلك أنزيم يدعى telomerase والذي يحافظ على طول telomere ببناء قواعد نيتروجينية في كل مرة تنقسم فيها الخلية.
كما تدخل دراسة Telomere في العديد من الأبحاث التي تتعلق بعملية تقدم العمر الطبيعية، كذلك الأمراض الناتجة عن طفرات جينية مثل Progerias syndrome متلازمة شيخوخة الأطفال.
و كذلك في أبحاث علاج السرطان الذي يعد ثاني مسبب للوفاة عالمياً ، من خلال العمل على أنزيم Telomerase الذي يسبب تكاثر الخلايا السرطانية بشكل غير منضبط ولانهائي، فيتم كبح نشاطه ، وبالتالي الحد من تكاثر هذه الخلايا.