كيف تعالجين كذب أطفالك ؟
دعاء عبد الرزاق
يتفق أخصائيو التربية وعلم نفس الطفل على أن الكذب عند الأطفال مرحلة تطورية لا بد منها، وبمجرد أن يكتشف الطفل قدرته على الكذب وإخفاء الحقيقة أو تعديلها؛ سيكون من الصعب منعه عن ممارسة هذه الهواية الإنسانية!.
لكن ريثما يدرك الطفل قيمة الصدق، ويتعلم معنى أن يكون الإنسان صادقاً؛ لا بد للأهل من التعامل مع كذب الأطفال بطريقة حكيمة للحفاظ على هذا الكذب في الحدود المقبولة والطبيعية،
الأطفال غالبا يكذبون بلا شك، فعندما ينكرون أنهم فعلوا شيئا بشدة، فتأكد أنهم فعلوه، فهم يكذبون في الغالب للحصول على شيء يريدونه، أو تجنب شيء لا يريدون فعله، ويكذبون أيضا لجعل أنفسهم أكثر إثارة للإعجاب ولتضخيم تقديرهم لذواتهم، ربما تجد كذبة عرضية حول الواجبات المنزلية، أو كسر مزهرية وإلصاق التهمة بقطة في المنزل أو الشقيق الأصغر.
وغالبا ما يستمتع الأهالي بسماع قصص أطفالهم المضحكة ، ولكن عندما يقولون أشياء غير صحيحة ومختلفة عما حدث في الواقع، يشعر الأب أو الأم بالقلق تجاه هذا السلوك، على اعتبار أنه علامة على انحرافهم ويؤثر سلبًا على شخصيتهم الأخلاقية.
وإن عادة الكذب لدى الأطفال تبدأ ما بين سنتين و4 سنوات، وبحلول سن الرابعة يكذب أكثر من 80% من الأطفال، كجزء من تطورهم النفسي والمعرفي والاجتماعي، من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو لإخفاء التجاوزات والأخطاء التي اقترفوها. وفي بعض الأحيان، قد تخرج الأمور عن السيطرة ويتحول هذا السلوك المرحلي إلى خصلة وعادة دائمة، فكيف يمكن أن يفرق الأهل بين الكذب الطبيعي الإيجابي وبين الكذب السلبي؟
وإذا اكتشفنا أن الطفل كذب فلا نقل له أنت كذاب حتي لا يتبني الكذب في حياته وإنما نقول له نريد منك أن تكون صادقا دائما وهناك فرق بين أن نقول له أنت كذاب أو نريد منك أن تكون صادقا فالأولي تثبيط ووصف وحكم عليه والثانية تحفيز وتشجيع ودعم.
لذا من المهم التعرف على أنواع الكذب لدى الأطفال وأسبابه وعلاجه.
الطفل دون سن الخامسة قد يلجأ إلى الكذب الخيالي حيث لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال وهذا يجعله يحكي قصص غير واقعية.
التفرقة في المعاملة بين الأبناء مما يثير الكراهية والغيرة بينهم مما يجعل الطفل يلجأ إلى إلصاق بعض التهم لأخوته ويسمى الكذب الانتقامي.
قسوة الوالدين على الطفل تتسبب في جعل الطفل يكذب حتى لا يتم معاقبته وهذا يسمى بالكذب الدفاعي.
قد يلجأ الأطفال إلى الكذب نتيجة الشعور بالنقص سواء الجسمي أو الاجتماعي أو العقلي حيث يعتقد أن الكذب يعوض هذا النقص وهذا النوع يسمى بالكذب الادعائي.
فقد الطفل الأمان نتيجة سوء العلاقة المستمر بين الوالدين وحدوث مشكلات بينهما مما يتسبب في كذب الطفل.
تجنب العقاب الشديد للأطفال عند ارتكاب أي خطأ لأن هذا يعلم الطفل الكذب.
لا تحاول الكذب أو تزييف بعض الحقائق أمام الطفل بأي شكل من الأشكال، لأن هذا يعمل على اكتساب الطفل صفة الكذب.
تقوية الجانب الديني والأخلاقي لدى الأطفال من خلال بعض الحكايات التي من الممكن أن تحكيها لطفلك والتي توضح الفرق بين الصدق والكذب.
معاملة الطفل برفق والعمل على زيادة ثقته بنفسه مما يساعد على عدم الكذب.
يجب أن يكون هناك حياة أسرية سليمة بين الوالدين، وتفاهم بين جميع أفراد الأسرة وهذا مهم لعدم كذب الطفل.
عدم إجبار الطفل على أداء أعمال لا يحبها حتى لا يضطر إلى الكذب.
الحرص على رعاية الأطفال رعاية جيدة وملاحظة سلوك أصدقائهم خارج الإطار الأسري.
يجب أن يكون هناك تواصل بين الوالدين ومدرسة الطفل حتى يتم التعامل مع مشكلة الكذب والتعرف على أسبابها.
أخيراً... لابد أن نؤكد مجدداً على الابتعاد عن العقاب اللفظي والجسدي العنيف، والتركيز على التعامل مع الكذب نفسه لا مع الطفل الذي يكذب
وأن لا ننسى أنه من الضروري تعويد الطفل على أن يعتذر عندما يكذب مهما كان الأمر صعبًا عليه، وعلينا تعزيز الطفل بعد الاعتذار ليشعر بأن اعتذاره كان تصرّفًا صحيحًا.