من رَحم الحاجة تتولد الأفكار
يحتاج تعلم لغة جديدة إلى العديد من عوامل الإدراك والإستيعاب، هذا هو الحال بالنسبة لبعض للطلاب السوريين الذين أجبرتهم الظروف إلى النزوح والهجرة إلى بعض البلاد التي لا تتكلم اللغة العربية كما هو الحال في تركيا.
منصة " مدرستي" الإلكترونية عَملت على تقديم بعض الحلول الإيجابية لتسهيل و إجتياز عقبة اللغة التركية بالنسبة لبعض للطلاب السوريين.
كان لموقع صدى المجتمع المدني حوار خاص مع المدير العام لمنصة "مدرستي" الإلكترونية، الأستاذ محمد علي أبيض، بُغية التعريف بالمنصة وكيف ساهمت وسوف تعمل على تسهيل إتقان اللغة التركية للطلاب السوريين للمضي بخطوات ثابتة في سير العملية التعليمية.
حبذا لو يتم التعريف بمنصة "مدرستي "
"منصة مدرستي" منصة تعليم إلكترونية تقدم شرح للمنهاج الدراسي التركي باللغة العربية على شكل فيديوهات تعليمية، حيث تتضمن هذه الفيديوهات شرح مفصل للدروس باللغتين العربية والتركية، إضافة إلى حل الوظائف التي تأتي بعد الإنتهاء من تقديم الدروس المقررة، وأيضآ حل الأسئلة الخاصة بوحدات الدروس، وكما يتم تقديم نماذج إمتحانية للطلاب وذلك قبل بداية كل إختبار كي يتمكن الطلاب من التعرف على النموذج الإمتحاني ومعاني الاسئلة كي يتم إجتياز الإمتحان بتقدير عالي من العلامات.
هذاو يستطيع الطلاب الحصول على هذه الدروس بشكل كامل، وذلك من خلال الدخول إلى موقع منصة "مدرستي" إما بطريقة مباشرة أو عبر التطبيق الإلكتروني الخاص بمنصة "مدرستيي" بواسطة الهاتف المحمول.
كيف تولدت فكرة منصة "مدرستي "؟
جاءت فكرة منصة "مدرستي" من رَحم حاجة بعض الطلاب السوريين، خاصةً بعد أن تم دمجهم مع الطلاب الأتراك في المدراس الحكومية التركية، إضافة إلى عدم إلمام البعض منهم بشكل جيد لمهارات تعلم اللغة التركية، وتَولد السبب الآخر للفكرة بعد متابعة شؤون الطلاب السوريين وذويهم، وذلك من خلال النقاشات التي تمت بين إدارة منصة "مدرستي" وبينهم، إضافة إلى تصاعد حالة التسرب المدرسي التي لوحظت عند بعض للطلاب السوريين ويعود ذلك لسبب وجود عائق إستيعاب اللغة التركية من قبلهم، بعد ذلك تم التعاون مع أكثر من خمسة عشر مُدرس ومُدرسة متقنيين اللغة التركية والعربية، وطبعآ كل بحسب إختصاصه العلمي.
ويتمحور الهدف الرئيسي للمنصة على مساعدة الطلاب السوريين لتخطي الفجوة اللغوية التي تواجههم في العملية التعليمية في تركيا، حيث تم العمل عليها وإنطلقت بشكل فعلي منذ بداية هذا العام ( 2019) وكما تم دراسة التكلفة المادية وذلك بما يتناسب مع الوضع الإقتصادي لأهالي الطلاب.، ومن هنا إرتقينا بالنهوض بمنصة الحلول المثالية التي تساعد في سد هذه الفجوة العلمية.
ماهي الفئة العمرية المستهدفة للطلاب ضمن منصة "مدرستي" ؟
تستهدف المنصة الطلاب من الصف الأول الإبتدائي حتى الصف الثامن الإعدادي، وهناك خطة مستقبلية لعام (2020) إذ نعمل في منصة "مدرستي" على تنفيذها، والتي تكمن في شرح المنهاج لكافة مراحل التعليم الأساسي أي من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر.
ماذا عن اللغات الغير تركية التي تُدرس ضمن منصة "مدرستي" ؟
يقوم الكادر التعليمي في المنصة بشرح الدروس باللغتين العربية والتركية إضافة إلى دروس يتم شرحها أيضآ باللغة الإنكليزية.
وكما يخضع الطلاب لتدريبات إلكترونية قبل البدء بعملية الدراسة عبر المنصة لتجاوز المعوقات الإلكترونية التي يواجهها بعض الطلاب أيضآ، كي يتمكنوا من الدراسة عبر المنصة بطريقة صحيحة سلسة.
إضافة إلى وجود نماذج إمتحانية دورية تقدم للطلاب قبل بداية كل إختبار، وهناك آلية عمل جديدة خاصة بالعطلة الصيفية حيث سوف يتم إعطاء دروس باللغة العربية للطلاب خاصةً أولئك الذين لم يتمكنوا من الدراسة باللغة العربية والهدف من ذلك عدم دثر اللغة الأم.
ماهي الفروقات بين التعليم الإلكتروني والتعليم الواقعي؟
حقيقةً هناك فروق موجودة وملموسة بين التعليم الإلكتروني والتعليم الواقعي ومنها بما يخص التكلفة المادية حيث يُعتبر التعليم الإلكتروني أقل تكلفةً من الواقعي حيث أن بعض الأهالي يعانون من غلاء تكلفة الدروس الخاصة او تسجيل أبنائهم في معاهد تعليمية خاصة لمتابعة دروسهم، وكما هو ملاحظ عند البعض يستطيع الطلاب إعادة مراجعة الدروس المقررة أكثر من مرة من خلال التعليم الإلكتروني، أما التعليم الواقعي على عكس ذلك إذ أنه مرتبط بعامل الوقت والخطة الدرسية للمنهاج المقرر.
ماذا عن الكادر التدريسي وطرائق التدريس المعتمدة في منصة "مدرستي" ؟
يتألف الكادر من خمسة عشر مُدرس ومُدرسة البعض منهم يحملون الجنسية السورية وبعضهم مزدوجي الجنسية، حيث أن أغلب الكادر التدريسي حاصلين على إختصاصات علمية ويمتلكون فكرة مسبقة حول المنهاج التركي المدرسي المقرر في المدارس الحكومية التركية، إضافة إلى الكفاءة بإستخدام طرائق التدريس الحديثة ، وكما يُعتمد في منصة "مدرستي " على طرائق التدريس المرئية.
2019-04-01
المصدر: موقع صدى المجتمع المدني