الدعم النفسي يغير ردود أفعال الأشخاص إتجاه الواقع مهما كان هذا الواقع سلبي
يسعى موقع صدى المجتمع المدني في هذه المساحة أن يسلط الضوء على أهم القضايا المجتمعية لكونها تحكي تجارب
أشخاص فاعلين ذو أثر إجتماعي.
ندى هارون..
ساهمت الأستاذة ندى هارون بتقديم الدعم النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة "بالنسبة للأطفال" وساهمت أيضآ بعدة أنشطة في هذا المجال في المناطق التي كانت تشهد حالات النزاع والحرب في سوريا. إضافة إلى مكتبها الإستشاري النفسي في مركز المرأة للتنمية والتدريب في الغوطة الشرقية سابقآ و كما عَملت كمسؤولة دعم نفسي في عدة منظمات مجتمعية مدنية.
عرفت الدعم النفسي بقولها:" الدعم النفسي هو تقديم أفكار إيجابية ملهمة وشافية من قبل الداعم إلى المستفيد حيث تسكن المشاعر المضطربة لديه وتصبح نفسه أكثر إطمئنانا، وأيضا يَهدي الدعم النفسي إلى سلوكيات أكثر تكيفا مع الواقع، وبعد أن عرفت الدعم النفسي تابعت حديثها عن الدعم النفسي بقولها.. لايغير الدعم النفسي الواقع لأجل شخص بل يغير ردود أفعال هذا الشخص إتجاه الواقع مهما كان هذا الواقع سلبي".
هل كل فئة عمرية تحتاج داعم نفسي مختص ؟
يجب علينا بداية أن نذكر ماهي صفات الداعم النفسي، فالداعم النفسي يتمتع مختص يتمتع بعدة صفات وهي أنه يمتلك معلومات صحيحة علمية وتتوفر لديه مرونة نفسية جيدة ولديه خبرة بالتواصل مع الآخرين ولديه الكثير من الحيادية والتقبل للآخر والتعاطف الإيجابي مع الآخرين ولديه أيضا رغبة قلبية صادقة للمساعدة، فعندما تتوفر هذه الصفات لدى الداعم النفسي يستطيع بحكمته وخبرته تحديد الإحتياجات لكافة فئات المجتمع، فعندما يستطيع الداعم تحديد الإحتياجات يستطيع بالتالي تحديد المشكلة عند المُتعب نفسيا وتوجيهه توجيها صحيحآ لما يحتاجه بالضبط فقد يكون مثلآ الإحتياج عضوي وليس نفسي ويتم إرشاده لمكان احتياجه وهكذا.
هل يلقى الدعم النفسي قبول في المجتمعات العربية مقارنةً مع المجتمعات الأوربية؟
استطعت أن أرى الفرق بين إقبال الناس على الدعم النفسي قبل ٦ سنوات وحاليآ، و أستطيع أن أقول بأن المجتمعات أصبحت بشكل عام تتبنى فكرة الحاجة للداعم النفسي في المجتمع أكثر، وذلك بسبب إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي في أغلب الأوقات، إضافة إلى حضور ومتابعة ندوات التوعية عن الدعم النفسي بالنسبة للبعض، وقد لاحظت ذلك أيضآ من خلال عملي بالإرشاد النفسي لمدة ٦سنوات، إضافة إلى تزايد ضغوطات الحياة حيث أصبحت الحاجة ملحة أكثر وأكثر للدعم النفسي، وأهمية تواجد الداعمين النفسيين في هذه الأوقات بالذات وخاصة بعد ثورات الربيع العربي في بعض البلاد العربية ونشوب الحروب.
كيف ساهم الدعم النفسي بتلبية الحالات النفسية خلال الثورة السورية ؟
ساهم الدعم النفسي إلى حد كبير بتلبية الحاجات المختلفة لكافة فئات المجتمع السوري وخاصة خلال الحرب، إذ أنني استطعت أن أحدد هل هذا الشخص عليل النفس ليطبب أم مليء النفس ؟، وذلك بعد تقييم الأشخاص من هم وماهي مشكلتهم وكيف أساعدهم؟ فمثلا إذا كان لديه نقص في الحاجات الأساسية أساعده من خلال التنسيق والربط مع جهات داعمة أو داعم نفسي، وإذا كان تعرض لصدمة نقوم بعلاجه عند معالج نفسي متخصص من خلال العلاج المعرفي السلوكي TFCBT المركز على الصدمة، وإذا كان عليل نفسي مرضي يعالج عن طريق العلاج الدوائي، فقد ساعد الدعم النفسي للشعب السوري الحبيب على تجاوز الكثير من الصدمات التي تعرضو لها و ساعد بثبات الشعب العظيم أمام هذه المحن.
ما مدى تقبل الأشخاص للإستمرار في جلسات الدعم النفسي ؟
بصراحة شديدة يعود تقبل الأشخاص للإستمرار في جلسات الدعم على صفات الداعم النفسي شخصيآ، فكلما كان الداعم خبير ومحترف وحصل الشخص على الفائدة المرجوه من قدومه للداعم النفسي استطاع أن يساعدهم في الإستمرار في جلسات الدعم النفسي .
كم هي نسبة الحالات التي ساعدها الدعم النفسي بتجاوز ضغوط الحياة ؟
عندما يكون الإنزعاج النفسي خفيف حيث نسبة الإصابة به من 20 إلى%40 يستطيع الدعم النفسي المساهمة بنسبة عالية جدا حيث يتم تجاوز هذا الانزعاج بسهولة أكبر ، وعندما يكون الإنزعاج النفسي متوسط إلى شديد حيث نسبة الإصابة به من 30 إلى 50 % أيضا يساعد الدعم النفسي بنسبة عالية بتجاوز هذا الانزعاج ، بينما إذا كان اضطراب نفسي خفيف إلى متوسط الدرجة والذي نسبة الإصابة به من 5 إلى 10 % ؛ أو اضطراب نفسي شديد والذي نسبة الإصابة به من 3 إلى 4% فهنا يحتاج الشخص المصاب بالإضطراب النفسي إلى متخصص بالعلاج النفسي مع المتابعة مع المرشد النفسي فبهذه الحالة يكون نسبة التجاوز عالية.
بشكل عام أقول أنه كلما كان التواصل من قبل أهل الحالة جيد مع الداعم النفسي وتمت تنفيذ التعليمات بشكل جيد وأيضا تم إحضار هذه الحالة باكرا إلى مراكز الدعم النفسي ترتفع نسبة الشفاء والعلاج الكامل لدى الشخص المنزعج نفسيا والمضطرب نفسيا بشكل كامل
ماهي حجم الضغوط التي يتلقاها الداعم النفسي من خلال الأحداث التي يسمعها، وهل يحتاج الداعم النفسي لدعم نفسي أم هو ليس بحاجة كونه يمتهن هذه المهنة ؟
بداية هناك مفهوم وأسمه دعم الداعمين حيث يحتاج الداعم النفسي التفريغ بشكل يومي تقريبآ وممارسة بعض التعليمات لحمايته نفسيآ ولكي يستطيع الإستمرار بعمله النبيل دون أي مطبات، حيث يقوم الداعم النفسي بممارسة الرياضة مثلآ يوميآ أو المشي وهو بحاجة لها حاجة ماسة ، وأيضا يمارس الداعم النفسي نظام غذائي صحي وخاصة الطعام المغذي للعقل مثل تناول المكسرات وتناول العسل يوميآ، ويجب أن يتخلل عمله بالدعم النفسي فواصل بين الحينة والأخرى مثل الإجازات والرحلات إلى الطبيعة فهي مفيدة جدا ويستند الداعم النفسي إلى تغذية العقل الدائم من خلال المطالعة المستمرة والقراءة ، فالداعم النفسي الناجح يستطيع أن يفرق بين دائرة المسؤولية ودائرة الاهتمام حيث يستطيع أن يساعد من هم تحت مسؤوليته الفعليين بشكل صحيح بينما بنفس الوقت لا يشتت نفسه بمن هم تحت دائرة الذين يهتم بهم فالأشخاص الذين
نهتم بهم كثيرين جدآ ولا نجهد أنفسنا من أجل متابعة جميع من نهتم بهم بينما الأشخاص الذين هم بدائرة المسؤولية هم أناس أقل ويحتاجوننا أكثر بكثير من الذين بالدائرة الأخرى، لذلك يستطيع الداعم النفسي وقاية نفسه من المتاعب التي يحصل عليها بعض الأشخاص الغير مختصين
المصدر: موقع صدى المجتمع المدني