أرسلت منظمة الصحة العالمية على مدار يومين سبع شاحنات محمّلة بـ 55 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية من تركيا إلى إدلب وأجزاء من حلب، وهي المناطق التي تشهد أكبر موجة نزوح داخلي منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي خلال الأعوام التسعة الماضية من الصراع السوري
وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن العاملين في مجال الصحة يصفون الوضع في شمال غرب سوريا بالفوضى، وقال: "من بين 84 من المرافق الصحية التي أجبرت على تعليق خدماتها منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، تم نقل 31 مرفقا لتقديم الخدمات إلى حيث نزح المواطنون بعيدا عن التفجيرات."
وأضاف المتحدث باسم المنظمة إن الشاحنات تحرّكت من تركيا إلى سوريا عبر معبري باب الهوى وباب السلام في 25 و26 شباط/فبراير، محمّلة بمستلزمات لعلاج 3،200 حالة صدمة ودعم العمليات الجراحية، وسيتم توزيعها على أكثر من 150 مرفقا صحيا (وهي نصف عدد المرافق الصحية الفاعلة في شمال غرب سوريا).
وأشار ريتشارد برينان، مدير الطوارئ للمنظمة المعني بمنطقة الشرق الأوسط إلى أهمية عبور المستلزمات الطبية لدعم العاملين الصحيين، وقال: "هذه المستلزمات ستلبي حاجة كبيرة ومتزايدة وستمكن الخدمات من الاستمرارية، ففي غضون ثلاثة أشهر نحو مليون شخص أجبر على النزوح."
950 ألف نازح
وبحسب المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركيه، فقد بلغ عدد النازحين اليوم 950 ألف نازح، وقال في تصريحات من جنيف: "يقيم هؤلاء النازحون في ظروف قاسية جدا، ليس لدى الناس أي مكان يذهبون إليه، كما أن ذلك يشكل ارتفاعا بعد ارتفاع بعد ارتفاع... من المأساة رؤية ما يحدث."
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير: "إن نحو 170 ألف نازح ينامون في العراء، وهو ما يعرّض الأطفال لدرجات حرارة قد تنخفض إلى الصفر مئوية."
السكان، ومرافق أخرى تعاني من تدفق كبير في أعداد المراجعين.
وقال برينان: "لا يمكن تخيّل العبء على العاملين الصحيين والتضحيات التي يقومون بها في شمال غرب سوريا، وفي غضون أيام سيصل عدد النازحين إلى مليون شخص. وهذا يعني أن العاملين الصحيين يعملون على مدار الساعة لخدمة المرضى، تحت ضغط شديد وأحيانا يضعون حياتهم على المحك."
شهادات أطباء
يقول طبيب أطفال في إدلب: "ليس هناك وقت ولا قدرة على التعامل مع الحالات التي لا تشكل خطرا على الحياة. لكن هذا لن يدوم، فغالبية طواقمنا الطبية تعمل في الميدان، وعددها 70، وتم إجلاء العاملين الصحيين شمالا مع عائلاتهم، من ثمّ اختاروا الرجوع إلى إدلب للقيام بواجباتهم والعناية بالمرضى."
ويقول طبيب عام يعمل في منطقة تبعد 10 كيلومترات عن دارة عزة في حلب، حيث تعرّض مستشفيان للهجوم في 17 شباط/فبراير، إنه يشعر بالقلق بسبب النقص في الأدوية والقفازات الطبية والمحاقن والضمادات. "في حين تعمل مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات بما يتوافر لديها، فإن العبء على بعض المستشفيات تضاعف الآن في حين ظلت المصادر على ما هي عليه. إن أعداد المستشفيات والمراكز الصحية في تناقص بسبب استهداف المرافق الصحية."
ويقول أحد الأطباء الجرّاحين العاملين في حلب: "هذا أكثر الأوضاع قتامة التي نشهدها منذ بداية الحرب. لا يوجد لدى الناس أدنى فكرة عن الوجهة التي سيسيرون إليها، كل ما يعرفونه هو أن عليهم الفرار من القنابل."
وحتى تاريخ 28 شباط/فبراير، استهدف منذ بداية موجة النزوح في الأول من كانون الأول/ديسمبر، 11 مرفقا صحيا مما أدّى إلى 10 وفيات و37 إصابة.
وتقدّر منظمة الصحة العالمية أنه بسبب تعليق الخدمات، تم وقف أكثر من 133 ألف استشارة طبية، وحرمان نحو 11 ألفا من مرضى الصدمات من العلاج. كما أنّ 1،500 من العمليات الجراحية لن تتم كل أربعة أسابيع، كما كان يجري عادة.
المصدر : أخبار الأمم المتحدة