حكومة اليابان واليونسكو يوقعان اتفاقاً حول مشروع "أصوات أطفال مدرسة قديمة في الموصل"
بغداد، وقعت اليونسكو وحكومة اليابان اتفاقاً لدعم مشروع "أصوات أطفال الموصل القديمة: إعادة تأهيل وإدارة المدارس الابتدائية في سياق حضري تاريخي للخروج من الصراع ". ووقع على الوثيقة ناوفومي هاشيموتو سفير اليابان لدى العراق وروري روبرتشو الموظف المسؤول في مكتب اليونسكو للعراق بحضور الدكتور حامد أحمد نائب رئيس هيئة المستشارين لمكتب رئيس الوزراء العراقي (PMAC).
إن هذا المشروع المبتكر يرسي أسس مبادئ التصميم التشاركية في إنشاء المدارس التي تركز على التلاميذ من خلال التعاون بين التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور والمهندسين المعماريين والمصممين إذ سيتم إعادة تأهيل وتجهيز مدرسة واحدة في مدينة الموصل القديمة بما يتماشى مع هذه المبادئ لتكون التجربة الريادية الأولى لهذا التصميم المبتكر. ويضع المشروع أيضا الأساس لنهج شامل لمنع التطرف العنيف في التعليم الابتدائي مع توفير التدريب لدعم العناصر الرئيسية الأربعة التي تؤثر على تجربة تعلم الأطفال: الآباء والمعلمين ومديري المدارس والسياسات والإجراءات المدرسية.
سيتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع أنشطة اليونسكو الأخرى المتمثلة بالمبادرة الشاملة "إحياء روح الموصل" التي أطلقت في فبراير 2018 لتنسيق الجهود الدولية لإعادة بناء الإرث الحضاري للمدينة وتنشيط المؤسسات التعليمية والثقافية في الموصل بالتعاون الوثيق مع الحكومة وشعب العراق. ويرتبط هذا المشروع مع مشروع أخر للاتحاد الأوروبي في إطار مبادرة إعادة الانتعاش الحضري التاريخي في الموصل وكذلك يرتبط مع مشروع تموله هولندا حول منع التطرف العنيف من خلال التعليم في المدارس الابتدائية ومشروع مبادرة توعية الطفل من أجل تحسين الوصول التعليم الجيد والجامع مع المساواة بين الجنسين للأطفال خارج المدرسة.
يذكر أن الاحتلال والصراع من قبل المتطرفين الذي شهدته الموصل أدى إلى تدمير قطاع التعليم مما جعل الطلاب والمدرسين يعانون من الآثار الجسدية والنفسية للحرب. لذا فإن إعادة فتح المدارس ودعمها وتأهيلها خطوة مهمة لإعادة بناء أسس التسامح والتعايش السلمي وهي عوامل حاسمة في تحديد عودة النازحين الموصلّيين إلى المدينة وإحياء المؤسسات التعليمية والثقافية وفي هذا الإطار يهدف المشروع الجديد إلى تعزيز التسامح والتعايش السلمي في المدارس الابتدائية المستهدفة في مدينة الموصل القديمة مما يسهم في منع التطرف العنيف على المدى الطويل.
وقال روري روبرتشو ممثل مكتب اليونسكو في العراق "إن دعم شعب اليابان هو مساهمة مرحب بها في ضمان حصول الأطفال في الموصل على خبرة تعليمية غنية ولعب دور في بناء مدينة أكثر شمولية ومرونة بعد أن عانت من فترة صراع كثيف ومدمر ".
وقال سفير اليابان لدى العراق ناوفومي هاشيموتو "لقد قررت اليابان مؤخرا تقديم حزمة مساعدات جديدة للعراق تبلغ قيمتها 63 مليون دولار أمريكي بما في ذلك هذا المشروع كمساهمة في قطاع التعليم. ومن خلال هذه الحزمة فإن إجمالي المساعدات اليابانية للأشخاص المتضررين من داعش يصل إلى 500 مليون دولار أمريكي". كما أعرب السفير عن أمله في أن يمنح هذا المشروع الأطفال في الموصل فرصًا تعليمية وآفاقًا أفضل للمستقبل مشددا على استمرارية دعم اليابان المتواصل لجهود بناء الدولة العراقية لا سيما من خلال المساعدة الإنسانية والمبادرات الرامية إلى تحسين معيشة الناس.
"انطلاقا من الأثر المدمر الذي تسبب به تنظيم داعش من حيث الضرر الذي الم بالبنية التحتية فضلاً عن التأثير النفسي والاجتماعي على الآلاف من الشباب في العراق فإن مؤتمر" التعليم بعد داعش" الذي عقد في بغداد في مارس 2017 سلط الضوء على أهمية دور التعليم في منع التطرف العنيف والتصدي للتطرف لدى الشباب كما دعا إلى دعم تطوير القدرة التعليمية في العراق لدمج التعليم من أجل المواطنة في البرامج المدرسية والسياسات التعليمية. إن توقيع هذه الاتفاقية يرمز ويؤكد استمرار الدعم الدولي النافذ في هذا البرنامج لإحياء التراث الثقافي والفكري التاريخي الغني للعراق ". هذا ما قاله الدكتور حامد احمد نائب رئيس هيئة المستشارين لمكتب رئيس الوزراء.
وتعزز اتفاقية هذا المشروع التزام اليونسكو واليابان المشترك لتلبية احتياجات شعب العراق وخاصة الأطفال في المناطق المحررة مثل الموصل. ويأتي ذلك في أعقاب الاجتماع بين المدير العام لليونسكو أودري أزولاي ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي في 18 أكتوبر 2018 في باريس والذي أدى إلى تعزيز الشراكة بين اليونسكو واليابان ودعم مبادرة إعادة إعمار الموصل.
2019-02-19
المصدر: مكتب يونسكو العراق