انخفاض تمويل القطاع الصحي يُهدد حياة 5 ملايين نسمة
إدلب، سوريا - تُطلق "مديرية صحة إدلب" صرخة مدوية تُحذر من كارثة إنسانية وشيكة تُهدد حياة 5 ملايين نسمة في شمال غرب سوريا. فمع تقلص الدعم الدولي للقطاع الصحي بشكلٍ مُقلق، تُواجه المنشآت الطبية خطر الإغلاق، ممّا يُهدد بانتشار الأوبئة والأمراض، وارتفاع معدلات الوفيات، خاصةً بين الأطفال والنساء وكبار السن.
انخفاضٌ مُقلقٌ في التمويل:
يُشير بيان المديرية إلى انخفاضٍ كبيرٍ في المنح الدولية الممولة للقطاع الصحي في المنطقة، بنسبٍ تراوحت بين 30 و 60 بالمئة. ويُعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة السورية، وتوجه الدول المانحة لمناطق أخرى تُعاني من أزماتٍ إنسانية.
نتائج كارثية:
يُحذر البيان من أن توقف الدعم عن المشافي، وخاصةً مشافي النسائية والأطفال، سيُؤدي إلى:
- ازدياد انتشار الأوبئة والأمراض: سيُحرم مئات آلاف الأطفال من اللقاحات الضرورية، مثل لقاحات شلل الأطفال والسحايا والسل والحصبة، ممّا يُهدد بعودة انتشار تلك الأمراض في المنطقة وامتدادها إلى الدول المجاورة.
- ارتفاع معدلات الوفيات: ستُصبح عمليات الولادة والعمليات الجراحية ذات المخاطر العالية أكثر خطورة، ممّا قد يُؤدي إلى ارتفاعٍ ملحوظٍ في معدلات الوفيات.
- زيادة الضغط على المنشآت المتبقية: ستُصبح المنشآت الطبية المتبقية عاجزة عن تلبية احتياجات المرضى المتزايدة، ممّا سيُؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية.
112 منشأة صحية على وشك الإغلاق:
يُؤكد البيان أن عدد المنشآت الصحية التي سيتوقف عنها الدعم حتى نهاية شهر حزيران الحالي يبلغ 112 منشأة، تخدم حوالي 1.5 مليون نسمة. ومع حلول نهاية العام، سيُرتفع هذا الرقم إلى 136 منشأة، من بينها 42 مركزًا يقدم خدمات الصحة الإنجابية.
محافظة إدلب الأكثر تأثراً:
في محافظة إدلب، بلغ عدد المشافي التي سيتوقف عنها الدعم 14 مشفى، من بينها 8 مشافي نسائية وأطفال. كما ستتوقف 22 مركزًا لرعاية صحية أولية، و6 مراكز علاج فيزيائي، و4 مراكز تلاسيميا.
نداءٌ عاجلٌ للمجتمع الدولي:
تُناشد "مديرية صحة إدلب" المجتمع الدولي والمانحين الدوليين بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين في شمال غرب سوريا، وتقديم الدعم اللازم لمنع انهيار القطاع الصحي في المنطقة.
إنّ الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا تتطلب حلولاً عاجلة وفورية. فمع انخفاض الدعم الدولي للقطاع الصحي، تُصبح حياة 5 ملايين نسمة في خطرٍ داهم. حان الوقت ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويُقدم المساعدة لإنقاذ حياة الأبرياء في إدلب.