في ظل تزايد الأعباء الحياتية على السوريين، يستقبلون شهر رمضان لعام 2024 بأوضاع معيشية شديدة التحدي. الفقر والحاجة الماسة للموارد الأساسية تفرض نفسها كأبرز العقبات أمام العديد من العائلات في مختلف أنحاء سوريا، مما يجبر الكثيرين على البحث عن مصادر دخل إضافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

الوضع الإنساني الحرج:

وفقًا لتقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يحتاج ما يقارب 16.7 مليون شخص في سوريا إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% عن العام السابق. الأرقام تشير إلى أن 80% من السكان بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، ويعاني حوالي 55% أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.

تدهور العملة وأزمة الأسعار:

انخفاض قيمة الليرة السورية بنسبة 113.5% خلال العام المنصرم أدى إلى تراجع القدرة الشرائية، مع استمرار ارتفاع الأسعار. الأمر الذي يزيد من صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك تكاليف وجبات الإفطار خلال شهر رمضان، التي تصل إلى ملايين الليرات، بعيدًا عن متناول العديد من العائلات.

التحويلات المالية كخط إنقاذ:

لجأ بعض المواطنين إلى التحويلات المالية من الخارج كوسيلة لتخفيف بعض من هذه الضغوط. مثل هذه التحويلات تساعد في تأمين متطلبات الحياة الأساسية والاستعدادات لرمضان، على الرغم من أنها ليست خيارًا متاحًا للجميع.

دعوة إلى العمل:

وسط هذه الأزمات، تبرز الحاجة الماسة للتضامن الإنساني ودعم المجتمعات المحلية والدولية للشعب السوري. يجب أن تكون هناك مبادرات عاجلة لتوفير الدعم والمساعدة للأفراد والعائلات الأكثر تضررًا، لضمان حصولهم على مقومات الحياة الأساسية والكرامة خلال شهر رمضان وما بعده.

أطلقت وطن حملتها لشهر رمضان المبارك لعام 2024 بعنوان (مما تحبون) والتي تسعى فيها لتحسين حياة العوائل المحتاجة، وذلك بهدف مساعدتهم في تأمين فرصة حياة جديدة وتحسين ظروفهم المعيشية.

في الختام، يقف السوريون على أعتاب شهر رمضان محملين بالأمل في رحمة الله وكرمه، متطلعين إلى يد العون التي قد تمتد لهم من كل حدب وصوب. الدعوة مفتوحة لكل قادر على المساعدة لأن يكون جزءًا من مسيرة التخفيف من وطأة هذه الأزمة، لعل وعسى أن يجد السوريون في رمضان هذا العام بعض السكينة والأمان.