اليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة ولاحترام كرامة الضحايا
منصور العمري
يحتفي العالم في 24 من آذار/ مارس من كل عام باليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وكرامة الضحايا. تصف الأمم المتحدة أهداف هذا اليوم بالاحتفاء بذكرى ضحايا الانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان، وأهمية الحق في معرفة الحقيقة وإقامة العدالة، والإشادة بالذين كرسوا حياتهم لتعزيز وحماية حقوق الإنسان للناس كافة، وجادوا بأرواحهم في سبيل ذلك.
لا نعرف عدد الضحايا في سوريا منذ آذار/ مارس 2011، بمن فيهم من قتلهم الأسد تحت التعذيب، أو المعتقلون، ولا نعرف عدد من قُتلوا في الحرب أو من فُقدوا على يد “داعش”.
توثق المنظمات السورية والدولية بعضًا من هؤلاء، كما تذكر الأعداد في الصحافة والبحوث وغيرها. لنحترم الحق في معرفة الحقيقة، ولاحترام كرامة جميع الضحايا، يجب أن يترافق كل تقرير أو تصريح بأننا لا نعرف العدد الحقيقي، ولكن هذا ما استطعنا توثيقه. رغم صعوبة توثيق حالات الضحايا، فإن هذه المنظمات وطواقمها تبذل جهودًا كبيرة لحفظ الحقيقة وحقوق الناس، ومن بينهم من ضحى بحياته أو كرّس حياته لتوثيق معاناة الناس. يمكن دعم عمل هذه المنظمات من خلال التواصل معها وإبلاغها.
الحق في معرفة الحقيقة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة لقانون حقوق الإنسان هو حق غير قابل للتصرف ومستقل، ويرتبط بواجب الدولة لحماية وضمان حقوق الإنسان، وإجراء تحقيقات فعالة، وضمان الانتصاف والتعويض الفعالين، حسب الأمم المتحدة.
السبب الرئيس لعدم وجود أرقام حقيقية للضحايا هو ممارسات الحكومة السورية في عدم تقديم معلومات بشأن أعداد المختفين والقتلى والمعتقلين، وحتى إنكار الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية. هناك أيضًا عدة عوامل تشارك في تغييب الأعداد الحقيقية، منها عدم إبلاغ الأهل عن معتقليهم ومفقوديهم، خوفًا من نظام الأسد وانتقامه.
يجب أن يعي الأهالي ضرورة الإبلاغ عن مفقوديهم ومعتقليهم للمؤسسات الموثوقة فقط دون خوف، فهذه المؤسسات آمنة وتعتمد السرية القصوى في توثيقها. يجب أن يوثق الأهالي معتقليهم ومفقوديهم لحماية حقوقهم، ولعدة أسباب أخرى، من بينها متابعة قضيتهم من خلال الأمم المتحدة أو “الصليب الأحمر” أو “اللجنة الدولية للمفقودين”، ولتحديد المكان والمصير، ومن أجل عدم النسيان وضياع الملف، وللتعويض والإنصاف والعدالة، ومن أجل المحاكمات الجنائية ومحاسبة الجناة، ومن أجل التحقيق في الحالات بشكل صحيح، ومن أجل عدم ضياع حقوقه/ا وحقوق عائلته/ا، ومن أجل عدم تعرض العائلة للنصب والاحتيال ممن يستغلها بحجة تزويدها بمعلومات أو الإفراج عن أحبائها، ومن أجل أمله/ا بعدم الخذلان من الأهل، ومن أجل من فقد حياته وضاعت جثته، ومن أجل قبر لمن فقد حياته، تزوره العائلة، كي لا تبقى روحه/ا هائمة بين الأرض والسماء تناشد حسن ختام الجسد، ومن أجل ضحايا نضالهم/ن في سبيل قضية عادلة.
بتبليغك عن قريبك تشارك/ين في العمل من أجل سلام مستدام لسوريا، وبناء مجتمع ودولة على أسس متينة يحفظان حقوق الناس، لا قنابل مظلوميات موقوتة. بتبليغك عن قريبك تشارك/ين في حماية أطفالك وأطفال سوريا من ذات المصير في المستقبل
المصدر : عنب بلدي