كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لنيلسون مانديلا
"العمل من أجل الآخرين"
18 تموز/يوليو 2019
في مثل هذا اليوم من عام 1918م في منطقة مفيزو، بجنوب أفريقيا ولد الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، وفي نوفمبر من عام 2009م أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 يوليو يوما عالميا لنيلسون مانديلا تقديرا وعرفانا لإسهاماته في مجال ثقافة السلام والحرية وحقوق الإنسان ومناهضة التمييز العنصري، فقد قضى مانديلا جل حياته في خدمة هذه المعاني، ودفع في سبيلها أثمانا باهظة من محاكمات ومطاردات واعتقالات امتدت سنين عددا قبل أن يصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا لدولة جنوب أفريقيا الحرة في عام 1994م.
واعترافا بإسهامات الفقيد الراحل وسيرته الحافلة بالعطاء وخدمة الآخرين، يدعو صندوق نيلسون مانديلا كل فرد في هذا العالم لتخصيص 67 دقيقة من وقته في هذا اليوم لمساعدة الآخرين، وبالطبع فإن هذه الدقائق القليلات من ملايين الأفراد تساوي وقتا طويلا يقضى في خدمة الآخرين، وتأتي هذه الفكرة اقتداءا بالفقيد الذي كرس 67 عاما من حياته في خدمة الآخرين ومساعدتهم. وقد درج موظفو الأمم المتحدة كل عام على تلبية هذا النداء بحيث ينخرطون في عمل يهدف لخدمة الآخرين لمدة 67 دقيقة، وبالطبع فإن هناك آخرون يلبون هذا النداء فيكون هذا اليوم بحق "يوما للعمل من أجل الآخرين".
إن سيرة هذا الإنسان العظيم حافلة بالعبر والدروس، غير أن أعظم ما فيها قيمة التصالح والتسامح التي ضرب فيها مانديلا أعظم الأمثال، لقد قرر مانديلا أن يعمل للمستقبل، فتسامى عن الأحقاد والضغائن وجنح نحو المصالحة من أجل مستقبل بلاده ومستقبل الإنسانية التي استلهمت منه هذا الدرس فاستحق بجدارة مكانة علية في سفر التاريخ الإنساني، وقد عمل خلال فترة حكمه كرئيس لدولة جنوب أفريقيا على تحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق الوفاق بين المجموعات العرقية المختلفة، كما عمل في إرساء دعامات حقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز ونبذ العنصرية، وكان منحازا للمستضعفين ومناديا بحقوق النساء والأطفال كما عمل لأجل تحسين أحوال الفقراء والمجتمعات الأقل تطورا.
إننا في معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ نحتفي بهذا اليوم، نترحم على روح الزعيم الملهم ونجد العزاء كله في سيرته العظيمة وفي الاقتداء بنهجه وفي استلهام العبر من حياته، ونؤكد أن القيم التي عمل لها مانديلا ستبقى ما بقيت الإنسانية، وستبقى سيرته نبراسا لكل دعاة الحق والخير في هذا العالم.
2019-07-18
المصدر: معهد جنيف لحقوق الإنسان - Geneva Institute for Human Rights