طبيب المهاجرين في لامبيدوسا يترشح للبرلمان الأوروبي
الطبيب بيترو بارتولو، اشتهر بعمله كطبيب للمهاجرين في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، يترشح للبرلمان الأوروبي. ويأمل في أن تستطيع التجربة التي خاضها مع اللاجئين إلى تسليط الضوء على مآسيهم في البرلمان، وإلى مساعدتهم بشكل أفضل.
يؤكد الطبيب الإيطالي بيترو بارتولو أن قرار الترشيح للبرلمان الأوروبي تم اتخاذه من أجل دعم القيم الإنسانية في القارة الأوروبية، ويقول "أنا أفعل ذلك بكل سرور، لأنني أريد عالماً أكثر إنسانية في أوروبا، وفي النهاية، إذا فقدنا هذه القيم، فما الذي تبقى منا؟".
على مدار عقود، ساعد بارتولو المهاجرين الواصلين إلى الجزيرة الإيطالية الواقعة في منتصف الطريق بين مالطا وتونس، والتي أطلق عليها البعض اسم "بوابة أوروبا البحرية". وما زال الطبيب يحتفظ بذكرياته عن قصص المهاجرين الذين نجوا، وأولئك الذين غرقوا في البحر، ويقارن ما رآه بمأساة الهولوكست في العصر النازي من حيث الآلام ومرارة التجربة. ويتابع "لقد التقيت بالعديد من هؤلاء، كما رأيت كذلك العديد من جثث القتلى".
وجه مألوف
"طبيب المهاجرين" كما أطلق عليه البعض، اشتهر دائما بمواقفه المساندة للاجئين والمهاجرين حتى قبل الموجة الكبيرة للاجئين عام 2015، وقدم الطبيب خدماته للمهاجرين لمدة تقارب ثلاثة عقود، كما أنه ظهر في الفيلم الوثائقي (Fire at Sea) والذي حاز على جوائز عديدة ويتحدث عن المهاجرين الذين يصلون إلى لامبيدوسا.
وعاصر بارتولو الأخطار والمآسي التي واجهها المهاجرون، كما شهد في عام 2013 تحطم سفينة كانت تقل مهاجرين ومازال هذا الأمر يؤثر عليه حتى يومنا هذا. ويوضح "لقد رأيت أعدادا كبيرة من الجثث، فلتنسوا الكبار والنساء، كيف سيكون شعورك لدى رؤية أطفال موتى، إذا كان لديك بعض الضمير والقليل من الإنسانية. ويتابع "لا يمكن أن تتخيل كمّ الكوابيس التي أصابتني، يخبرني الناس أنني يجب أن أكون تعودت رؤية الجثث، لكن هذا ليس صحيحًا، أنا أشعر بالأسوأ في كل مرة."
محاربة الشعبوي
ويجتهد بارتولو للوصول إلى البرلمان الأوروبي عبر الحزب الديمقراطي اليساري (PD) وهو حزب المعارضة الرئيسي في إيطاليا.
وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تحقق الأحزاب المناهضة للهجرة بعض المكاسب في الانتخابات المقبلة، إلا أنه يرفض السماح لهذا الأمر من أن يمنعه في مواصلة طريقه.
ويخشى الطبيب الإيطالي من عقوبات غرامة بآلاف اليوروهات تهدد عمل الجمعيات الخيرية العاملة مقابل كل مهاجر يحاولون إحضاره إلى الشواطئ الإيطالية.
ويتساءل ساخرا كما يبدو، عما إذا كان على السلطات "التحقق من مقدار ما لدى الصيادين العاملين في الجزيرة من أموال يملكونها في البنك " لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إنقاذ المهاجرين. ويقول لوكالة الأنباء الألمانية د ب ا "لا يمكنني حتى تخيل هذا الأمر".
ويدافع بارتولو أيضًا عن أهمية إبقاء الحدود مفتوحة، قائلاً "يجب أن نرحب بالجميع ، ابتداء من خريجي الجامعة إلى أولئك الذين يتضورون جوعًا، لأنه لا يوجد مواطنون من الدرجة الأولى والثانية".
قناعاته هذه أدت إلى تعرضه لمضايقات وسائل التواصل الاجتماعي، بيد أن بارتولو تجاهل هذا الأمر. ويقول "أعتقد أنني أتصرف كطبيب ومثل ما يفعل الرجال، أن أمضي في طريقي وأنا رافع رأسي".
كاي ديمباخ/ علاء جمعة
2019-05-23
المصدر: مهاجر نيوز - Info Migrants Arabic