لم يحظ شاعر تونسي وربما عربي بما ناله أبو القاسم الشابي (1909 – 1934) من اهتمام الدارسين والنقاد الذين ذهبوا إلى مقاربات قد لا تنطبق على منجزه أو لم يتقصّدها، لكن رمزية صاحب "إرادة الحياة" ترتبط بلحظة بعينها أصبحت هي محلّ فحص ومساءلة.

كانت القصيدة تعيش مخاضها وأسئلتها في العقود التي سبقت كتابة التفعيلة، لذلك ذهب الباحثون إلى استنطاق شعره في هذا المضمار، والإشارة إلى رؤيته في التخفّف من أحمال البلاغة والتي تحمل كثيراً من الصحّة رغم أن المسألة ليست بهذا الوضوح تماماً، وينسحب الأمر على مواقف عديدة تُنسب للشاعر الأيقونة.

بمناسبة مرور مئة وعشر سنوات على ميلاده، تحتضن "دار الثقافة ابن النفيس" في مدينة الشابة (مسقط رأس الشابي، 220 كلم جنوبي تونس العاصمة) لقاء فكرياً وأدبياً عند العاشرة من صباح اليوم الأحد بالتعاون مع "جمعية برج خديجة للثقافة والمواطنة" و"جمعية الشابي للتنمية الثقافية والاجتماعية".

يتضمّن البرنامج جلستين، تدير الأولى الكاتبة سامية ساسي ويتحدّث خلالها الباحثان مبروك السويسي حول كتاب "مجموع الفضائل" لـ أحمد بن مخلوف الشابي، وناجي مرزوق عن كتاب "أنفاس النسيم" لـ عامر الشابي.

يترأس الأكاديمي علي الشابة الجلسة الثانية، والتي يقدّم خلالها الباحث أحمد الحيزم ورقة بعنوان "الشابي شاعر الحبّ والحياة"، ومصطفى الكيلاني ورقة بعنوان "المحبّة في أغاني الحياة لأبي القاسم الشابي"، ولطفي الشابي ورقة بعنوان "المجهول في حياة صاحب النبيّ المجهول".

يُعلن خلال هذا اللقاء عن المسابقة الخاصة بـ "الجائزة العربية أبو القاسم الشابي للشعراء الشبّان" التي تنظّمها "جمعية الشابي للتنمية الثقافية والاجتماعية" وتستعدّ لعقد ملتقاها السنوي السابع يومي التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر المقبل في مدينة توزر، حيث يتضمن برنامجه عدداً من المحاضرات في الثقافة والتاريخ، إلى جانب تنظيم أمسية شعرية.

يُذكر أن "جمعية الشابي" تأسّست انسجاماً مع الرغبة في خلق تواصل بين الطّاقات العلمية والثّقافية والاجتماعية المختلفة وجعلها تساهم في زرع روح المواطنة والمبادرة والتّطوع للمشاركة الفعّالة في الحياة العامّة وتحقيق التّنمية وذلك كأحد مقوّمات المجتمع المدني الى جانب العمل على إحياء التراث الوطني بالتعريف به ودعمه والإسهام في تطوير السياحة الثقافية وخاصّة البيئيّة منها بالملتقيات والندوات العلميّة والرحلات.

2019-02-24

المصدر: العربي الجديد