أزمة المياه تعصف بريف دمشق: معاناة السكان في ظل التحديات البيئية والإدارية
يعاني السكان مناطق عديدة من ريف دمشق، من نقص حاد في المياه، رغم تزامن هذه الأزمة مع فترات تدفق المياه في الأنهار وفروعها. تتجلى هذه المشكلة بشكل خاص في قرية كفر العواميد، حي الباسل، مساكن التوافيق في قطنا، وبلدة الحسينية التابعة لوحدة مياه وادي بردى.
التحقيقات الأولية أظهرت أن ساعات التقنين الكهربائي المطولة، والتي تقلصت إلى أقل من ساعة يومياً، تلعب دوراً كبيراً في تفاقم أزمة المياه. هذا النقص في الكهرباء يؤثر سلباً على آليات ضخ المياه، إلى جانب مشاكل أخرى مثل تلوث مياه النبع في كفر العواميد بسبب تدفق مياه الأنهار إلى غرفة النبع.
في حي الباسل بقطنا، تفاقمت المشكلة بسبب التجاوزات والتعديات على شبكة المياه، حيث أشارت التقارير إلى عدم كفاية الإجراءات المتخذة للحد من هذه التعديات. من جهة أخرى، أشاد مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها بالوضع المائي العام، مشيراً إلى أن هطول الأمطار لهذا العام بلغ نسباً مرضية.
الأزمة لم تقتصر على المياه الصالحة للشرب فحسب، بل امتدت إلى المياه المستخدمة في الزراعة، مما زاد من الأعباء المادية على الفلاحين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للجوء إلى استخدام المازوت لري محاصيلهم بسبب انقطاع الكهرباء المستمر.
وبالتزامن مع حلول شهر رمضان، تتفاقم معاناة الأهالي بسبب الحاجة المتزايدة للمياه، وسط تقارير تشير إلى أن الكثير من العائلات تضطر إلى دفع مبالغ كبيرة لشراء المياه بأسعار مضاعفة، مما يفاقم من الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه معظم السكان.