خبز فقط للأطفال.. دائرة الخطر تتوسع في دار التسول بالكسوة
يعاني 43 طفلاً في دار التسول بمنطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي من ظروف إنسانية صعبة وسط تجاهل دوائر نظام الأسد والمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية.
ويشتكي الأطفال هناك من عدم توفر الغذاء والدواء والتدفئة والألبسة، وفق ما قال لوكالة “سنا” مصدر مقرب من إدارة الدار رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية.
بدورها أوفدت وكالة سنا مراسلها في ريف دمشق إلى المكان ليستقصي أكثر عن الأمر، حيث تبيّن أن إدارة الدار تضطر في أكثر الأحيان إلى تأمين مادة الخبز بطرق ملتوية وتقديمها للأطفال بسبب شح الوجبات المقدمة والمخصصة من قبل الجمعيات الخيرية العاملة في مدينة الكسوة ومحيطها.
كما لاحظ مراسلنا تدهور الحالة الصحية لدى أكثر الأطفال بسبب توقف عمل النقطة الطبية التابعة لمنظمة “الهلال الأحمر السوري” دون سابق إنذار، ما شكّل عائقاً ملحوظاً أمام حصول الأطفال على العناية والعلاج.
ويوجد في الدار 12 طفلاً مصاباً بأمراض نفسية وذهنية، ومنذ قرابة الشهر تفاقمت حالتهم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها وسط غياب كل وسائل وأشكال الدعم النفسي.
وأكد مراسلنا عدم وجود تدفئة كافية داخل الدار، كما يفتقد الأطفال للألبسة الشتوية التي تحميهم من البرد بشكل نسبي، وما يتوفر منها غير متناسب مع الأعمار، إضافةً إلى أنها مستعملة سابقاً.
وقال لوكالة “سنا” مدير إحدى الجمعيات العاملة في منطقة الكسوة إن حال دار التسول معروف لدى كل المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، وإن تعاقد جمعيته مع الدار وتأمين أبرز مستلزماته متوقف على توقيع وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بنظام الأسد.
وبيّن محدثنا أنه من المفترض أن يكون دار التسول مساحة آمنة للأطفال الذين يتم جمعهم من الشوارع والحدائق أثناء ممارستهم التسول لتأمين أية لقمة تملأ بطونهم الجائعة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السكان العالقون في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.
ويقع على عاتق الدار تحمل نفقاتهم وتأمين مستلزماتهم المعيشية وعلاجهم، وإعادة تأهيلهم وتعليمهم وإخضاعهم لتدريبات مهنية مكثفة يستفيدون منها في حياتهم المستقبلية.
وتتحمل كل من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة لنظام الأسد وجمعية تنظيم الأسرة ومنظمة “الهلال الأحمر السوري” المسؤولية المباشرة عن أحوال دار التسول في الكسوة، وكل الدور المشابهة بمختلف المناطق، وفق محدثنا.
المصدر: وكالة سنا