بعضها يكتفي بوجبة واحدة .. دراسة تكشف محدودية الاسر الامنة غذائياً
نفّذ المكتب المركزي للإحصاء، بالتعاون مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي وبرنامج الغذاء العالمي، دراسة مسحية للأمن الغذائي الأسري في سورية شملت 452 34 أسرة غطّى فيها المسح كامل الجغرافية السورية من دون استثناء، بما فيها الرقة، عبر فرقٍ مدربة لتنفيذ المسح بالشكل الجيد والمطلوب، مسحٌ تميّز بمراعاته مسألة الشمول الجغرافي والسكاني عبر الدراسة المسحية السابعة التي تمّ تنفيذها خلال سلسلة دراسات مسحية بدأت منذ عام 2015 وفق ما بيّنه مدير المكتب المركزي للإحصاء الدكتور عدنان عباس حميدان في حديثٍ لـ”البعث” الذي أشار إلى أهمية ونوعية الدراسة الحالية، واستخدامهم العينة العنقودية العشوائية التي أعطت نتائج جيدة، مع وصول حجم العيّنة في مدينة دمشق إلى 3960 أسرة في 30 منطقة وإلى 4860 أسرة في ريف دمشق، بينما وصل عدد الأسر المستهدفة بالمسح في حلب إلى 3240 أسرة. وحول نتائج المسح بيّن حميدان أنها لا تزال قيد التحليل والدراسة، إلا أنه تمكّن من خلال زياراته الإشرافية من تسجيل ورصد عدة ملاحظات، مشيراً إلى أنه وبسبرٍ لكلّ الأسر لوحظ أن الأوضاع التغذوية المعيشية متشابهة جداً من الشمال إلى الجنوب ومن شرق إلى غرب سورية، لجهة ارتفاع نسب المهمّشين بشكل كبير جداً ومحدودية الأسر الآمنة غذائياً، واكتفاء معظم الأسر بوجبتين يومياً، والبعض الآخر بوجبة واحدة فقط، لافتاً إلى عدم رصدهم لأي أسرة تحصل على ثلاث وجبات. وعن الاستعدادات التي أجراها المكتب قبل المسح على اعتباره الجهة المنفذة، بيّن حميدان أن المرحلة التي تسبق المسح عادةً هي مرحلة التمهيد والتحضير لتدريب “المتدربين الباحثين”، ويتمّ التأكيد خلالها على سلامة البيانات وجودتها وتطبيق المعايير الدولية، إضافة لتدريبهم على كيفية استيفاء الاستمارة وتدارك أن تكون الإجابات بالحدود الدنيا من الخطأ، مشيراً إلى أن مرحلة التمهيد تشمل أيضاً تحضيراً للعينات وحجمها ونوعها وسحبها حسب المحافظات وعدد السكان، يتمّ بعدها وضع الاستمارة الإحصائية وتصميمها، منوهاً ببذل جهود كبيرة للانتقال من الاستمارة الورقية إلى الإلكترونية في السنة المقبلة، مشدداً على حرصهم أن تتضمن الاستمارة أسئلة تغطي كلّ الجوانب الحياتية للأسرة من مواد غذائية، كأن يتمّ التركيز على سبيل المثال على ما تناولته الأسرة خلال أسبوعٍ مضى (من وجبات الفطور والغداء والعشاء) لتقييم النوع الغذائي، لأن الإحساس بالشبع شيء والجانب الغذائي شيء آخر، على حدّ تعبيره، كلّ ذلك سعياً لمعرفة عدد الوجبات التي تتناولها الأسر، هل هي ثلاث أم اثنتان أم واحدة فقط… الخ، إضافةً إلى أسئلة أخرى تتعلق بالوضع الاجتماعي للأسرة وعن امتلاكها لمنزل أم استئجارها، وكلّ ما يتعلق بالوضع الصحي ووضع المنافع كالمطبخ والصحية، إن كانت داخل المنزل أو خارجه، بهدف تقييم الحالة التغذوية عند الأسر، مع تأكيده على اعتماد أسر كثيرة جداً على المساعدات، وبالتالي حاجتها الكبيرة لدعمٍ فوري. وبيّن حميدان أن المسح عبارة عن تقييم شبه سنوي إلى ما آلت إليه ظروف الأمن الغذائي الأسري على مستوى سورية ككل، والتركيز على ما خلفته الحرب من أوضاع معيشية سيئة، لافتاً إلى نوعية المسح الحالي من خلال الصدى الاجتماعي الذي خلّفه عند الجهات الحكومية وغير الحكومية في كلّ المحافظات على المدى القريب والبعيد، مؤكداً ضرورة الاستفادة من المؤشرات والنتائج التي ستنتج عنه لاحقاً، واستثمار البيانات للاستفادة منها في الخطط الاقتصادية والاجتماعية والأسرية، وضرورة التعاون والتنسيق بين كلّ الجهات المعنية للتخفيف من الهدر القائم، ليذهب هذا الهدر إلى مكانه الصحيح في تغذية الأسر وتحسين أوضاعها وتأمين بيئة صالحة للمعيشة، مشدداً على ضرورة التعاون للوصول إلى الفكرة الأفضل بالتكلفة الأقل لتوظيف المسح بالشكل المطلوب والانطلاق من الظروف الصعبة للأسر، لافتاً إلى أهمية تلك البيانات حتى فيما يخصّ موضوع الإغاثة للأسر المستحقة. ونوّه حميدان في نهاية حديثه بأن نتائج المسح لم تجهّز بعد، لافتاً إلى قيامهم بعد الانتهاء من معالجة البيانات كمرحلةٍ أخيرة بتحليلها وإعداد تقرير نهائي لرفعه لمجلس الوزراء.
المصدر: صحيفة البعث