الدفاع المدني السوري: إزالة 95% من أنقاض الزلزال في شمال غرب سوريا
نشر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، يوم السبت، تقريراً مفصلاً لخطة الاستجابة التي عمل عليها للتعافي من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا في شباط الماضي.
وقال التقرير إن الزلزال “خلّف خسائر مؤلمة في الأرواح والممتلكات، وامتدت آثاره لتشمل مختلف نواحي الحياة، من مسكن وتعليم وصحة وخدمات، مع فقدان عشرات آلاف العوائل لمنازلها”.
وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني عملت على خطة شملت 3 مراحل للاستجابة للزلزال، الأولى تتعلق بالاستجابة الطارئة وانتهت بانتهاء عمليات البحث عن ناجين وانتشال جثامين الضحايا، والثانية تشمل فتح الطرقات وتأمين مخاطر الجدران الآيلة للسقوط للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ وفتح شرايين الحياة التي أغلقها الركام، والثالثة تشمل إزالة الأنقاض “وهي خطوةٌ حاسمة نحوَ إنعاش المجتمعاتِ المتضررة واستعادة البنية التحتية لبدء السكان بإعادة بناءِ حياتهم”.
فيما يلي تفاصيل خطة الاستجابة التي عمل عليها الدفاع المدني خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
المرحلة الأولى: عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المتضررة
• المرحلة الأولى كانت متعلقة بعمليات البحث والإنقاذ، إذ وصلت فرق الدفاع إلى أولى مواقع العمليات بعد نحو 7 دقائق من حصول الزلزال لتبدأ بعدها عمليات البحث والإنقاذ في بقعة جغرافية واسعة شملت 182 موقعاً ضمن 60 مجتمعاً فيها أكثر من 551 مبنى مهدم كلياً وأكثر من 1578 مبنى تهدم بشكل جزئي.
• أنقذ المتطوعون 2950 شخصاً من تحت الأنقاض وانتشلوا 2172 ضحية.
استجاب متطوعو الدفاع المدني السوري لزلزالين آخرين – بلغت شدة الأول 6.4 والثاني 5.8 – اللذين ضربا هاتاي التركية بتاريخ 20 شباط وشعر به الأهالي في شمال غربي سوريا حيث نقلت فرق الإسعاف التابعة للدفاع المدني السوري أكثر من 180 شخصًا يعانون من كسور وكدمات وإغماء وخوف وذعر نتيجة الزلزالين واللذين سببا أيضاً انهيار عدد من الجدران والمباني المتصدعة في المناطق التي ضربها الزلزال السابق.
• شارك في العمليات أكثر من 3000 من كوادر الخوذ البيضاء منهم 2500 متطوع و 300 متطوعة و 200 موظف إداري، مع تعبئة كاملة للآليات الثقيلة والمعدات اللازمة ، بالإضافة إلى استئجار عدد من الآليات الثقيلة من الأسواق المحلية.
• عززت مساهمة المدنيين وسكان المناطق المتضررة من قدرة الدفاع المدني السوري على الاستجابة بشكل أفضل في ضوء التقاعس الدولي وتأخير وصول المساعدات الأممية، التي كان من المفترض أن تصل بعد الكارثة بشكل عاجل وفوري للمساعدة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
المرحلة الثانية: فتح الطرق وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ.
• بعد الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ باشرت فرق الدفاع المدني السوري مباشرة بالمرحلة الثانية من استجابتها، وضمن هذهِ المرحلة رفعت الفرق المعنية الأنقاض وفتحت الطرقات وأزالت الأسقف والجدران المعرضة للانهيار وأمّنت الأبنية المتضررة للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ.
• رصف وتعبيد 150,033 متراً مربعاً من الأراضي وفرشها بالحصى لإنشاء مخيمات ومراكز إيواء جماعية لمنكوبي الزلزال ضمن 151 تجمعاً، وفتح طرق بطول 96711 متر ضمن 157 مجتمع، إضافةً إلى هدم الجدران والأسقف المتداعية في 79 مجتمعًا محليًا لضمان سلامة المدنيين في أعقاب الزلزال.
المرحلة الثالثة: رفع الأنقاض والتعافي وإعادة التأهيل.
• أعلن الدفاع المدني السوري في التاسع من آذار عن خطة عمل شاملة لإزالة الأنقاض على نطاق جغرافي تشمل جميع المدن والبلدات المنكوبة في شمال غربي سوريا وبالتعاون مع الإدارات المحلية بما يحفظ حقوق مالكي العقارات المهدمة وممتلكاتهم.
• شكّلت الخطة الشاملة التي أعلن عنها الدفاع المدني السوري لإزالة الأنقاض خطوة حاسمة ومهمة في مساعدة المجتمعات المنكوبة على التعافي من الدمار الذي خلفه الزلزال، كما تساهم هذهِ الخطوة في إصلاح البنية التحتية الأساسية والمباني والمرافق العامة المتضررة في محاولة لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة وتسهيل عودة المدنيين إلى حياتهم الطبيعية في أقرب وقت ممكن.
• نفّذ متطوعو المؤسسة، في الفترة بين الـ 6 من شباط والـ 16 من نيسان، 18.063 عملية شملت إزالة أكثر من 332,735 متر مكعب من الأنقاض ضمن 106 مجتمعا، حيث من المتوقع أن يتجاوز إجمالي كمية الأنقاض التي يجب إزالتها 350،000 متر مكعب.
•
• تضمنت العمليات خدمات لوجستية عامة تساهم في تعزيز صمود المجتمع المحلي، بما في ذلك المساعدة في إنشاء وتجهيز المخيمات المؤقتة والملاجئ الجماعية للنازحين بعد الزلزال، بالتوازي مع تكثيف أعمال الصرف الصحي في محاولة لتجنب كارثة تلوح في الأفق مع خطر زيادة انتشار الكوليرا في شمال غربي سوريا، والمساعدة في إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وإزالة القمامة وتحسين إمدادات المياه.
مع انقضاء 90 يوماً على كارثة الزلزال تواصل فرق الدفاع المدني السوري أعمالها على كافة الأصعدة حتى يتمكن الأهالي في المناطق المنكوبة في شمال غربي سوريا من العودة إلى حياتهم الطبيعية، كما لم تتوقف المؤسسة عن الاستجابة للطوارئ وتقديم الخدمات للسوريين في شمال غربي سوريا كي تخفف عنهم مآسي 12 عاماً من حرب النظام وروسيا عليهم.