هل تقديم أفضل تدريب لموظفيك يُساعدك في تحقيق أهدافك المهنية؟
"فن الاتصال الحقيقي لا يكمن في قول الشيء الصحيح في الوقت المناسب فقط، وإنّما أيضاً في عدم قول الشيء الخطأ في أكثر اللحظات إغراءً وإلحاحاً".
جوش يعمل مدير مبيعات في شركة برمجيات متوسطة الحجم، وقد حقّق أرقامه دائماً وكسب حصصه. مع تقدمه في الشركة وترقيته، زادت مسؤولياته وعدد الأشخاص الذين يديرهم. هدف جوش الوظيفي أن يصبح نائب الرئيس للمبيعات خلال العام المقبل.
يعرف جوش دائماً كيف يحصل على النتائج التي يسعى إليها، لكن عيبه القاتل هو أنه ليس لديه فكرة عن كيفية إدارة فريقه. كلما كبر فريقه، زاد أسلوبه القاسي والعدواني، حيث وصلت الكثير من الشكاوي إلى قسم الموارد البشرية أنه كان متنمراً، وقاسياً، وفاضحاً، ومخيفاً. في النهاية، وُثقّت هذه المعلومات وسُرّح من وظيفته.
ومع ذلك، رأى مدير جوش إمكانياته وآمن بها، فقد أحب العمل الذي استطاع إنجازه، وكان يرى أنّه يريد حقاً التعلُّم والتطور لتجاوز ضعفه في إدارة الأشخاص. وكذلك كان مديره يعرف أنّه إذا ما وفّر له الأدوات والدعم المناسبين، يمكن أن يكون جوش ذا قيمة كبيرة للشركة.
عندما أتيح الشاغر مرّة أخرى، عُيّن جوش للوظيفة من جديد. ولكن هذه المرة حصل على تدريب احترافي في إدارة الموظفين، وتدريب إداري، ودعم وتوجيه. فيما يلي الإجراءات الأولية التي اتخذها مديره حتى يساعد جوش في تصميم خطة مناسبة لتحقيق النجاح:
1. التماس اهتمام جوش بنفسه وتحقيق ذاته:
سأل المدير جوش سؤالاً حاسماً واحداً: "وفقاً لنظرة زملائك في العمل إليك، ما الذي تعتقد أنه سيحدث لهدفك بأن تصبح نائب رئيس المبيعات إذا لم تفعل أي شيء لتحسين هذه النظرة؟" بعد إجابة جوش، رد عليه مديره: "أقنعني إذاً أنً هناك ميزات ستستفيد منها أنت لإجراء بعض التغييرات في موقفك وسلوكك إذا كنت تريد فعلاً أن تصبح نائب رئيس المبيعات".
2. مساعدة جوش على رؤية الواقع:
باستخدام أحدث الأمثلة عنه قبل تسريحه من العمل، رسم مدربه له صورة واضحة لكيفية رؤية الآخرين له أثناء تدريبه لهم. يميل الأشخاص الجافّون في التعامل إلى إلقاء اللوم على الآخرين بسبب سلوكهم السيء، لأنّهم غالباً ما يرون أنفسهم متفوقين ويعرفون كل شيء. سرعان ما أدرك جوش أنّه حتى يُغيّر لوضع، يجب أن يتغير هو نفسه. بدأ بالتخطيط لاتصالاته في الاجتماعات وجهاً لوجه بشكل مسبق، مما ساعده على تجنب إعطاء الملاحظات الساخرة غير الرسمية التي كانت تنفر زملائه في العمل في الماضي.
3. الاستفادة من طبيعة شخصية جوش التنافسية:
كان السؤال الأخير الذي طرحه مديره: "هل تعتقد حقاً أنه يمكنك فعل هذا؟ هل يمكنك حقاً أن تُغيّر من نفسك حتى يراك الآخرون بشكل مختلف وأفضل؟" عدّ جوش هذا السؤال تحدياً له، وأجاب: "بالطبع، أستطيع فعل ذلك".
لقد مر الآن أكثر من سبع سنوات منذ تعيين جوش مرة أخرى في وظيفته، وتلقى مراجعات أداء أفضل بكثير ممّا كانت عليه في المرّة الأولى. مدير المبيعات هذا هو الآن نائب الرئيس، ويعمل لديه فريق متحمس ومخلص للغاية ولم يُتهم قط بأنّه عدواني أو قاسٍ خلال السنوات السبع بأكملها.
المصدر : بيتنا اون لاين