متطوعات "الخوذ البيضاء" ضمن فرق الذخائر غير المنفجرة في مهمة جديدة لإنقاذ الحياة
أكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أنها تؤمن بقدرات المرأة وتسعى لإزالة العقبات للقيام بدورها في المجتمع في ظل ظروف الحرب والسلم، و بكل كفاءة، وتؤمن بقدرتها على القيادة والعمل والنجاح، وهذا ما تسعى إلى ترسيخه وتعزيزه على الأرض.
وأعلنت المؤسسة انضمام متطوعات في "الخوذ البيضاء" للمرة الأولى، لفرق الذخائر غير المنفجرة (uxo) وذلك في مهمة جديدة يؤدينها في معركتهن للحفاظ على المجتمعات ولإنقاذ الحياة، لتثبت المرأة السورية في كل لحظة أنها بالخطوط الأمامية، في السلم وفي الحرب، وكانت رائدة في التعليم والقيادة وبناء الأجيال، واليوم هي رائدة في حماية المجتمعات وإنقاذ الأرواح.
وانتهت الخميس 23 حزيران دورة تدريبية مكثفة استمرت 12 يوماً بإشراف مدربين مختصين من فرق (UXO) لـ 12 متطوعة في فرق الذخائر غير المنفجرة، وتم تدريبهن على المسح غير التقني بهدف توسيع عمليات المسح والتوعية الخاصة بمخلفات الحرب التي تشكل خطراً يهدد حياة المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا.
وركز التدريب على تعريف المتطوعات بأنواع المتفجرات والذخائر والتمييز بين الأسلحة المسقطة جواً والأسلحة الموجّهة وأشكال تلك الذخائر والتمييز بينها كل حدى من خلال المشاهدة المباشرة، وتم تدريبهنّ على المسح غير التقني واستخدام معدات المسح كالأجهزة اللوحية، أجهزة تحديد الموقع والبوصلات لتسهيل عملية البحث والوصول إلى نتائج أكثر دقة في العمل.
وشمل التدريب على دروس نظرية وعملية تضم رسم الخرائط للمناطق الملوثة وكيفية تحديد تلك المناطق حسب خطورتها والتعريف بخطورة كل نوع من هذه الذخائر وطريقة تقييم التلوث بالذخائر في موقع العمل.
وتلقت المتطوعات المتدربات أيضاً دروساً عن الوعي بالعبوات الناسفة والعلامات الأرضية والتعامل مع سيناريو الذخائر المتعددة وسيناريو الذخيرة الواحدة وسيناريو المتطوع الواحد والفريق الكامل.
وضم التدريب أيضاً الجانب الأهم في عمل المتطوعات بعملية التوعية المجتمعية للمدنيين من خطر هذه المخلفات وتعريفهم بأشكالها وكيفية وجودها والتمييز بينها والطرق الصحيحة في التعامل في حال وجودها وضرورة الإبلاغ الفوري عنها في حال مصادفتها والعثور عليها.
وتشكل الذخائر غير المنفجرة خطراً كبيراً على حياة المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا بعد سنوات من الحرب وقصف النظام وروسيا للمناطق السكانية بالذخائر غير المنفجرة إذ استجاب الدفاع المدني السوري منذ عام 2021 حتى بداية شهر حزيران عام 2022 لـ 22 انفجار لمخلفات الحرب، خلفت 15 قتيلاً بينهم 8 أطفال، فيما أصيب 31 شخصاً جراء تلك الانفجارات.
آلاف الذخائر غير المنفجرة التي خلفها قصف النظام وحليفه الروسي، تهدد حياة المدنيين في الشمال السوري، تعمل فرقنا على إزالتها، إضافة لتوعية المدنيين من خطرها الذي يعد خطراً كامناً قد يمتد أثره لسنوات بعد الحرب.
تقوم فرق متخصصة في الدفاع المدني السوري في التعامل مع أنواع محددة من مخلفات الحرب وهي أحد أخطر الخدمات وأصعبها، وتضم عدة نشاطات مختلفة منها المسح لتحديد المناطق الملوثة وعمليات التوعية، وعمليات التخلص بشكل نهائي من الذخائر، وبدأت فرق الذخائر غير المنفجرة العمل على إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري بداية عام 2016 لمواجهة هذا التحدي الذي يهدد حياة آلاف المدنيين يومياً في ظل عدم وجود أي جهة تعمل في هذا المجال.
وتضم فرق (UXO) المتخصصة بمسح وإزالة الذخائر غير المنفجرة في الخوذ البيضاء 3 أقسام، ولابد من التنويه إلى أن فرقنا لا تقوم بإزالة الألغام وينحصر عملها فقط بإزالة الذخائر غير المنفجرة من مخلفات القصف.
فرق المسح: وعددها 6 وتقوم بمهامها بمسح القرى والمجتمعات على مرحلتين: الأولى: عبر جميع الاستبيانات من المجتمع المحلي بمختلف أطيافه للوصول للمناطق الملوثة، والثانية: تحديد المناطق الملوثة ورسم الخرائط اللازمة وإرسالها لفرق الإزالة التي تقوم تالياً بعملية البحث التقني لإحتمالية وجود الذخائر في المنطقة المستهدفة والتخلص النهائي من الذخائر كل ذخيرة على حدى وبدون أن يتم نقلها أو تحريكها.
وقامت فرق المسح في عام 2021 وخلال الربع الأول من عام 2022 بإجراء (941) عملية مسح، تم فيها تحديد أكثر من (511) منطقة ملوثة، وبعد تحديد المناطق الملوثة بالذخائر ترسم الخرائط وترسل لفرق الإزالة، لتعمل بدورها للتخلص منا كل ذخيرة بشكل منفرد دون نقلها من مكانها.
أما فرق الإزالة (التخلص النهائي): بعد الوصول للمنطقة الملوثة والمحددة من قبل فريق المسح تجري عملية بحث تقني باستخدام الأجهزة في المكان الملوث بشكل دقيق وتتم عملية إتلاف الذخائر (كل ذخيرة على حدى) بحرفية عالية ومهنية من قبل الفرق التي تحرص على إتلافها بشكل كامل، و قامت خلال عام 2021 والربع الأول من عام 2022 بـ 770 عملية إزالة لمخلفات الحرب تم خلالها إتلاف إتلاف 873 ذخيرة.
ويبلغ عدد فرق الإزالة 6 فرق متوزعة في شمال غربي سوريا قامت حتى الآن بالتخلص من أكثر من 23 ألف ذخيرة متنوعة من بينها أكثر من21 ألف قنبلة عنقودية وضمن إمكانيات محدودة جداً وظروف عمل صعبة للغاية في كثير من الأحيان كلفت 4 شهداء من الدفاع المدني السوري.
وطوال السنوات الماضية عملت فرق الذخائر في الدفاع المدني السوري على توثيق استخدام 60 نوعاً من الذخائر المتنوعة تم استخدامها لقتل المدنيين منها 11 نوع من القنابل العنقودية المحرمة دولياً والتي لم يتوانَ النظام وحليفه الروسي عن استخدامها.
أما التوعية: وتعتبر عملية التوعية من أهم إجراءات مواجهة خطر الذخائر غير المنفجرة، وتقوم فرق (UXO) المتخصصة بمسح وإزالة الذخائر غير المنفجرة في الخوذ البيضاء بإقامة جلسات توعية من مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة للمدنيين لزيادة الوعي المجتمعي من خطر هذه الذخائر.
وركزت على خطر الذخائر غير المنفجرة وضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة، وأهمية إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري المختصة عنها فوراً، وتساعد فرق التوعية بالدفاع المدني السوري فرق (UXO) بهذه المهمة حيث تشمل عمليات التوعية طلاب المدارس والمخيمات والتجمعات السكانية، وتم تنفيذ 1428 جلسة للتوعية من مخلفات الحرب، خلال عام 2021 والربع الأول من عام 2022، يبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 20 ألف مدني 90% منهم أطفال.
وسجلت سوريا الحصيلة الأعلى في العالم خلال عام 2020 بعدد الضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا بسبب الألغام الأرضية ومخلفات الحرب، بحسب التقرير السنوي للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC).
ووثق التقرير مقتل وإصابة (2729) شخصاً في سوريا أغلبهم كانوا مدنيين، ونصفهم من الأطفال، من أصل (7073) قتلوا أو أصيبوا في العالم في عام 2020، وأشار التقرير إلى أن حصيلة الضحايا التي سجلها في سوريا هي الأعلى في عام واحد منذ أن بدأ المرصد بمراقبة حصيلة ضحايا الألغام في عام 1999.