رحيل "استير عجاج".. ناشطون ينعون "سنديانة سوريا" التي قضت شطراً من حياتها على أبواب المعتقلات
نعى ناشطون يوم الجمعة والدة الناشطين الحقوقيين "أنور وأكرم البني" السيدة "استير توفيق عجاج" التي توفيت في دمشق عن عمر ناهز التسعين عاماً قضت سنوات طويلة منها وهي تذرع الطرقات إلى فروع المخابرات كي تعرف مصير أبنائها المعتقلين منذ أواخر السبعينات وقبيل الثورة بقليل، ونحو سجون "المزة والحلبوني وكفرسوسة وصيدنايا وتدمر" لتزورهم.
ونعت صفحة "يوميات سجن صيدنايا" الراحلة "أم سوريا بامتياز التي أنجبت وربت عائلة مناضلة وقضت جزءاً كبيراً من حياتها على أبواب المعتقلات".
وقال الناشط "فايز سارة" إن أم يوسف "كانت في طليعة أمهات عشن زمناً من الركض من القلق والخوف على مصير أولادهن المطالبين بالحرية الذين كان يختطفهم الوحش، ويلقي بهم في سجون العتمة، والتي تحولت إلى مسالخ بشرية في عهد الدكتاتور الابن".
ومع اسمها –كما قال- "تتوالى قوائم أمهات بينهم أم علي الكردي وأم ميشيل كيلو وأم محمد وعمر العبد الله، وأمي خديجة عثمان وأمهات عظيمات لمئات آلاف خطف الجلادون والقتلة أولادهم، بعضهم عرفنا عنهم وكثيرون لا نعرف".
ونشر ناشطون نعوة للراحلة "استير عجاج" بدا أغلب أفراد أسرتها وأبناؤها في المهجر وهم أبناؤها السبعة وأشقاؤها وشقيقاتها مما دعا "بسام الخوري" إلى التعليق قائلأ: "من هذه النعوة نفهم لماذا أصبح غالبية المسيحيين في المهجر".
واستذكر الكاتب والصحفي "علي سفر" جوانب من كفاح الراحلة قائلاً: "للحظة وأنا أرى صورتها في النعوة عدت إلى سنوات نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات، إلى أوقات القهر، إلى زيارات سجن صيدنايا وسجن النساء في دوما، وعدت إلى جلساتنا أنا وكمال في بيت مساكن برزة".
وأردف أن أم يوسف -كما وصفها ابنها كمال- سنديانة العائلة، وسنديانة سوريا، عاشت وأمنت بأولادها وآمالهم بوطن حر يعيش فيه السوريون كرماء أعزاء".
وعلق الشاعر والمعتقل السابق "فرج بيرقدار" على رحيل أم يوسف "هناك أمهات أكثر أمومة وعطاء وصبراً وقدرة على التضحية. وأستير عجاج هي واحدة من أجملهنّ، إذ منحت سوريا ثلّةً من الأبناء الأحرار الموهوبين والمناضلين كلهم تعرضوا للظلم والملاحقة والتخفّي والاعتقال.
وأضاف أن الراحلة كانت "مدرسة للتربية ومدرسة للدفاع عن الحرية والقيم الأخلاقية والجمالية. لروحها السلام ومجد الذكرى".
وقال "عبدو قندلفت" راثياً الراحلة: "رحلت الأم العظيمة ...المرأة التي صارت أيقونة ولا غرابة، فقد جابت المدن والأرياف باحثةً عن فلذات كبدها المغيبيين على طرقات الوطن (والتقدم والحرية والاشتراكية!)"